ارتفع عدد مرضى الفشل الكلوي في المملكة إلى أكثر من 10 آلاف مريض, فيما ارتفعت تكاليف العلاج حتى وصل سعرها للمريض الواحد 110 آلاف ريال في السنة، إضافة إلى الحاجة لصرف أكثر من 12 مليون ريال على العمليات المصاحبة للغسيل. وأبرزت الحاجة إلى إنشاء جمعية تعنى بمرضى الفشل الكلوي في ظل هذه الإحصائيات المخيفة تعنى برعاية المرضى، ومن هذا المنطلق تأسست جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، بمبادرة كريمة من الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء, بعد أن لاحظ ازدياد أعداد مرضى الفشل الكلوي النهائي بشكل كبير، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 10 آلاف مريض، في حين كان لا يتجاوز عددهم حسب إحصائية أجريت عام 1401 ال 84 مريضًا. وجاءت مبادرة الأمير سلمان مواتية، بإنشاء جمعية خيرية، تهدف إلى خدمة مرضى الفشل الكلوي ومساعدتهم صحياً واجتماعياً، وبناء على ذلك صدرت موافقة وزير الشؤون الاجتماعية رقم 19078 وتاريخ 19/6/1421ه بإنشاء الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وانعقد الاجتماع التأسيسي للجمعية يوم الأحد الموافق 11/3/1422ه. وتقوم جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لمرضى الفشل الكلوي, بتوزيع المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي على أكثر من 6 مراكز ومجمعات طبيبة في الرياض فقط, وزارت «المدينة» مجمع دار العرب الطبية, والتقت بالمرضى, وأوضح المشرف العام على مجمع عيادات دار العرب الطبية بالرياض أحمدين نور, أن مجمع دار العرب الطبية يستقبل 145 مريضاً, و يتم توزعيهم على 5 وحدات مخصصة لغسيل الكلى وأشار إلى أن المرضى يزورون العيادات 12 مرة خلال الشهر الواحد, حيث يتم فيها الغسيل لكل مريض, ونوه أحمدين أن عدد الأسرة المخصصة لمرضى الكلى في المجمع تبلغ 37 سريراً, مؤكد أن تكلفة المريض الواحد 110 آلاف ريال, تتكفل جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية بمصروفاتها, وتكون شاملة العمليات ونزع القسطرة والأدوية والغسيل أيضا. مرضى الفشل الكلوي والتقت «المدينة» بعدد من مرضى الفشل الكلوي الذين عبروا عن عظيم سعادتهم وشكرهم لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لمرضى الفشل الكلوي, مؤكدين أنها كانت لها الفضل الكبير فيما هم عليه الآن. من جهته قال إبراهيم نور من دولة ارتريا, إن جمعية الأمير فهد بن سلمان هي عظيمة بما تقدمه, ولم تبخل بتقديم المساعدات والعون لكل مرضى الفشل الكلوي, وأضاف أن الجمعية لم تقصر في استقبالهم وتقديم العون لهم, مشيرا إلى أن المريض يأتي للمركز للغسيل ثلاث مرات كل أسبوع وهو أمر متعب جدا ومؤلم, وأوضح أن له 5 سنوات وهو يقوم بالغسيل ثلاث مرات في الأسبوع, مؤكدًا بذلك الدور الكبير الذي تقوم به الجمعية والعيادات في استقبالهم وتوفير متطلباتهم, فهو يعطى للمرضى أملا للحياة بعد أن فقده أغلبهم, واردف بقوله: «الأشخاص الموجودون في وحدة غسيل الكلى, يخففون آلام بعضنا لبعض, ولكن البعد عن الأحبة والأهل والأصدقاء هي حقيقة الألم الأكبر والفقدان الأعظم». وطالب في نهاية حديثه الدعم لمرضى الفشل الكلوي من جميع أرجاء المملكة العربية السعودية. وعبر أحمد هاشم من دولة فلسطين, عن سعادته وشكره للجمعية لما يقدمونه لمرضى الفشل الكلوى, مشيرًا إلى أنه يزور وحدات غسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع خلال الثلاث سنوات الماضية, وهو تعب حقيقي ومؤلم, ولكن ما يجدونه في المراكز المخصصة لهم يخفف عنهم بعضًا من الألم. اهتمام ودعم معنوي وعبر الطفل قداده عبدالرحمن الأنصاري من دولة مالي, عن شكره وامتنانه للجمعية, مؤكدا أن منذ مداهمته الفشل الكلوي منذ سنة, لا يشعر بأنه يعاني من مرض أو فشل, لما يحظى فيه من اهتمام كبير ودعم معنوي قبل أن يكون ماديا, ولما تتمتع به المراكز المتعاونة مع الجمعية من إمكانيات عالية وسبل ترفيه, وطالب قداده أفراد المجتمع بالدعم لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لمرضى الفشل الكلوي وكل الجمعيات الخيرية لمرضى الفشل الكلوي, لكي يستمر في العلاج رجاء أن يشفيه الله ويشفي جميع المرضى. وقال عبدالله عبدالرحمن باوزير من اليمن, إن الفشل الكلوي داهمه منذ أربع سنوات, وعبر عن قصته قائلا: «قدمت أوراقي لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية, وكنت أنتظر موافقتهم لاحتضاني, وتم قبولي في الجمعية بعد شهرين من طلبي», وأضاف: «الجمعية تستحق الشكر فهي تدفع عنا مبالغ مادية لم يكن بوسعنا دفعها, وتوفر لنا الأدوية والعمليات والغسيل والنقل العام وغيرها». وتهدف الجمعية إلى مساعدة مرضى الفشل الكلوي المحتاجين والاسهام في تأمين الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية وما في حكمها والخاصة بالفشل الكلوي وتشجيع ودعم البحث العلمي وبرامج الوقاية والتوعية الخاصة بأمراض الكلى وزراعتها ودعم برامج التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً بالوسائل الممكنة وستقوم جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي بدور بارز في تأمين الرعاية الصحية والاجتماعية المثلى لمرضى الفشل الكلوي النهائي وكذلك دعم برامج زراعة الأعضاء بشكل عام وبرامج زراعة الكلى على وجه الخصوص والعمل على التقليل من الإصابة بمرض الفشل العضوي النهائي من خلال زيادة أعداد المتبرعين بالأعضاء. يذكر أن الجمعية تهتم بجميع الجوانب العلاجية والاجتماعية لمرضى الفشل الكلوي وأقاربهم من الدرجة الأولى وفق أعلى المعايير العلمية العالمية، ومن بين أكثر برامجها العلاجية تكلفة برنامج رعاية الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي للمحتاجين، الذي خدم منذ انطلاقته في مطلع 1428 أكثر من 700 مريض، بتكلفة سنوية بلغت 80.5 مليون ريال.