جورج كولوني يمثل دور ياسر عرفات في أحدث إنتاج في هوليود من إخراج العالمي ستيفن سبيلبرج، لكن السؤال: هل سيذكرون قصة تسميمه في نهاية مسيرة كفاحه السياسي؟ أم سيتم تجاوزها لصالح إسرائيل، لأن هذه القنبلة، لو ثبتت، سوف تفجر هذا العمل الفني، إما أن يكون صادقًا ويدين إسرائيل فيخسر الدعم، أو يكون مزوّرًا للتاريخ، فينصرف الجمهور عنه ويخسر شباك التذاكر. التسميم فكرة راودت قناة الجزيرة واستثمرت فيها مبلغًا كبيرًا من المال ليتم بصورة احترافية، وجاءت النتيجة بمصداقية عالية في رصيدها، وحققت مقولة الإعلام السلطة الرابعة، استفادت من شبهات اغتياله، وأقنعت أرملته سهى عرفات، بتسليم كل متعلقات الراحل، وبدأت التحليل، حتى كشفت مختبرات سويسرا عن تسمم إشعاعي، وبدأت السلطة الفلسطينية خطوات رسمية لتحليل الجثة وإثبات التهمة. القصة برمتها تم سردها في قناة الجزيرة، وهذا يعطينا فرصة لمراجعة الدور القيادي للإعلام، وأهمية التحري للحقائق للمصداقية، بدون أية مخالفات قانونية، مهما كلف ذلك من ثمن، وقصة مردوخ إمبراطور الإعلام البريطاني خير شاهد، حيث خسر المصداقية، وخسر الجمهور، واستقال من وظائفه كمدير لشركة تملك صحف عالمية، صن، تايمز والصاندي تايمز، وذلك على خلفية فضيحة التنصت على مكالمات المواطنين والشخصيات للحصول على السبق الإعلامي وتورط مفترض لسياسيين معه، كما استقال من عدة شركات إعلامية أمريكية لم توضح السلطات الأمريكية المعنية تفاصيلها بعد. صعوبة الوصول للمعلومات إذن مشكلة كل عمل صحفي محترف أو مبتدئ، هنا وهناك، في الصحف الورقية كما في القنوات الفضائية، لذلك يجب أن يكون هاجس الصحفي الوصول للمعلومة بدون تخطي للحواجز القانونية، وهنا تظهر قدرات كل جريدة وكل قناة عن الأخرى، في قوة شبكة المراسلين فيها، ومدى قوة العلاقات العامة لديهم، وقوة التقنية لسرعة الإرسال. ومع ذلك تظل لدينا مشكلة خاصة للعمل الصحفي السعودي، حتى بعد وصول المعلومة، هو تحريف الكلام المنقول عن المسؤولين، وإبراز مانشتات مغلوطة، إمّا لعدم الفهم، وهو الأغلب، وإمّا لطلب الإثارة على حساب الجودة. تويتر: @mbalilah [email protected]