دعت السلطة الفلسطينية أمس الأربعاء إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية في استشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، مؤكدة أنها لا تمانع في فحص رفات الزعيم الراحل، وذلك على ضوء ما كشفته قناة الجزيرة أنه قد يكون قضى مسموما بمادة مشعة. وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته للجنة التحقيق في استشهاد عرفات بمتابعة جميع المعلومات والتقارير التي تتعلق بهذا الموضوع، والاستعانة بالخبرات العربية والدولية العلمية للوقوف على حقيقة أسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل «أبو عمار». وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، تعقيباً على التقرير الذي بثته قناة «الجزيرة» القطرية ليلة أمس الأول: إن السلطة، على استعداد كامل للتعاون وتقديم جميع التسهيلات للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مرض واستشهاد الرئيس الراحل «أبو عمار». فيما طالبت حركة حماس بتشكيل لجنة وطنية عليا لاستكمال التحقيق في وفاة عرفات. ودعا القيادي في حركة حماس «د. إسماعيل رضوان» إلى توفير كافة متطلبات التحقيق للكشف عن المتورطين عن جريمة قتل عرفات، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن اغتيال عرفات. بدورها طالبت، سهى عرفات، أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات باستخراج جثته للتثبت من تسميمه إشعاعيًا.. وقالت سهى عرفات في تحقيق أعدته قناة الجزيرة القطرية: «إن من حقها كزوجة وأم وشريكة لرجلٍ عظيم لأكثر من 20 عاما أن تطالب باستخراج جثة أبو عمَار للتثبت من سبب وفاته. وكان تحقيق لقناة الجزيرة بُث الليلة قبل الماضية واستمر تسعة أشهر قد كشف عن العثور على مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني «ياسر عرفات» استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته وذلك بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق. والبولونيوم وهو مادة عالية الإشعاع لا يمكن إنتاجها إلا في مفاعل نووي ولها عدة استعمالات بينها توفير الطاقة للمركبات الفضائية. وكشفت التحاليل التي أجراها المختبر السويسري أن آخر الأغراض الشخصية لعرفات (ملابسه، فرشاة أسنانه، وحتى قبعته) فيها كميات غير طبيعية من البولونيوم، وهي مادة نادرة وعالية الإشعاع. كانت تلك الأغراض التي خضعت للتحليل في معهد الفيزياء الإشعاعية بمدينة لوزان بسويسرا، تحمل بقعا من دم عرفات وعرقه وبوله. وتشير التحاليل التي أجريت على تلك العينات إلى أن جسمه كانت به نسبة عالية من البولونيوم قبل وفته. ويقول مدير المعهد «فرانسوا بوتشد»: أستطيع أن أؤكد لكم أننا قسنا كمية عالية من البولونيوم غير المدعوم 210 (المصنع) في أغراض عرفات التي تحمل بقعا من السوائل البيولوجية». ويقول الأطباء: «إنهم بحاجة لمزيد من التحاليل وتحديدا لعظام الراحل عرفات أو للتربة المحيطة برفاته، وإذا أثبتت التحاليل تلك وجود نسبة عالية من البولونيوم المصنع، فإن ذلك سيكون حجة دامغة على أنه تعرض للتسمم.