أقام النادي الأدبي بالأحساء قبل يومين أمسية بعنوان "القلب ملك الأعضاء: سيمفونية الحياة ورنين الكون" ألقاها البروفيسور عبدالله بن عبدالرحمن آل عبدالقادر وأدارها رئيس النادي الأدبي الدكتور ظافر الشهري بحضور وكيل محافظة الأحساء خالد بن عبدالعزيز البراك وعدد من المثقفين والإعلاميين. واستهل آل عبدالقادر الأمسية بالتعريف بملك الأعضاء (القلب) وأهميته في جسم الإنسان وارتباطه الارتباط الكلي بجميع أعضاء الجسم، حيث شبّهه بالملك الذي يدير مملكته، وعرض نبذة تاريخية عن القلب ونظرة كل حضارة بشرية له، حيث بدأ بالحضارة الصينية التي تعتبر القلب مصدر الروح ومنبع الحياة، والحضارة الفرعونية التي وصفت القلب بأنه العقل وأن العقل والبدن جسد واحد للإنسان، وبيّن كيف أن الحضارة الإغريقية التي تتقاطع مع الفرعونية في كثير من الأمور وصفت القلب على لسان العالِم الإغريقي أرسطو أن القلب مصدر المشاعر وليس المخ. ثم تحدث آل عبدالقادر عن الحضارة الإسلامية وكيف أن القرآن والسنّة أكدا على أهمية القلب في مواضع كثيرة وأن صلاح الفرد من صلاح قلبه، واستشهد بقول العالم أبي حامد الغزالي أن القلب هو لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني تعلق وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان ثم أبحر في علوم القلب ومعجزاته الخلقية وعن ارتباطه بما حوله من تغيرات كالدورات الشمسية والموجات الكهرومغناطيسية، وبيّن بالرسوم البيانية كيف يتأثر القلب بمشاعر صاحبه بضغوط الحياة اليومية، حيث أن القلب بمعدله الطبيعي ينبض من 80 إلى 100 نبضة في الدقيقة، وكيف أن الدورة الدموية التي يطلقها القلب البشري في شرايين الإنسان التي يبلغ طولها 100 ألف كيلو متر تبلغ ثلاث دورات في الدقيقة الواحدة، أي ما يعادل محيط الأرض أربع مرات. وأوضح آل عبدالقادر كيف تؤثر نبضات الأرض على نبضات القلب البشري التي تتشابه في أصواتها على الإنسان. وكانت مفاجأة الأمسية أن أسمع البروفيسور آل عبدالقادر الحضور صوت نبضات الأرض لأول مرة على مستوى العالم، حيث قام بتسجيله من معهد الرياضيات القلبية بالولايات المتحدةالأمريكية، وهذا التسجيل يخرج لأول مرة من المعهد الأمريكي. وفي ختام محاضرته شكر آل عبدالقادر النادي الأدبي والحضور على حسن إصغائهم، ثم أجاب على أسئلة الحضور، وبعدها قام رئيس النادي بتوزيع الدروع التكريمية لكل من البروفيسور عبدالله آل عبدالقادر، ووكيل محافظة الأحساء خالد البراك.