سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطائف والظلام في رمضان ومع الوضع غير الإنساني الذي عاشه ساكنو الأحياء المُتضررة ، إلا أن مسئولي شركة الكهرباء كانت ردود فعلهم غاية في السلبية ، وذلك من خلال تصريحاتهم الصحفية
عاشت عِدة أحياء من أكبر أحياء مدينة الطائف قرابة الثماني وأربعين ساعة تقريباً ، بينما وصلت في حي العنود إلى ست وستين ساعة في ظلام دامس خلال هذا الشهر الكريم ؛ جراء عُطل في محطة فرعية تابعة لشركة الكهرباء ، ولكم أن تتخيلوا الأذى النفسي الذي طال مئات الآلاف من ساكني هذه الأحياء ، ناهيك عن الضرر المادي الذي تكبدته مستودعات ومحلات بيع الأغذية والفواكه والخضار نتيجة تلفها وكان مصيرها صناديق القمامة – أكرمكم الله - إضافة إلى توقف الأجهزة الطبية التي يستخدمها المرضى من كبار السن - على وجه التحديد - الأمر الذي حدا بالمتضررين من هذا الانقطاع المفاجئ إلى حمل تموينهم الرمضاني قاصدين به الشقق المفروشة والاستراحات التي شاركت هي الأخرى في تأزيم نفسية المواطنين برفع الأسعار استغلالاً للوضع الذي لا يحتمل المفاصلة نتيجة صومهم ولحومهم وخضارهم التي يحملونها إما في سياراتهم الخاصة أو على ظهر الدبابات في منظر يُثير الشفقة والضحك في آنٍ واحد ، أما الأحياء فأمست خالية من الحياة من هجرة أهلها القصرية لها مما قد يُعرضها للسرقة ، وتنتقل المُشكلة من كونها انقطاع تيار كهربائي إلى مُعضلة أمنية. هذا السيناريو لا يُفهم منه أنه تضخيم للواقع ، بقدر ما هو الواقع ذاته الذي كانت شركة الكهرباء فيه اللاعب الرئيس ، فالمُتتبع للانقطاعات المُتكررة للكهرباء في أحياء الطائف يُدرك أن ثمة خللا في محطاتها الفرعية ناتجاً إما عن ضعف الصيانة الدورية أو قِدَم محولاتها المُستخدمة، إلا أن هذه الانقطاعات السابقة كانت في حدود المعقول، ولكنها لم تُحرِك في القائمين عليها ساكناً ؛ لتلافي ما هو أكبر من ذلك، وبالفعل حدث ما كان مُتوقعاً ، فالتهاون في معالجة الخلل الصغير ينتج عنه خلل يُفاقم من المشكلة ، ويجعلها صعبة الحل. ومع الوضع غير الإنساني الذي عاشه ساكنو الأحياء المُتضررة ، إلا أن مسئولي شركة الكهرباء كانت ردود فعلهم غاية في السلبية ، وذلك من خلال تصريحاتهم الصحفية ، ففي الوقت الذي كان المتضررون في أمس الحاجة لاعتذار يُخفف عنهم ما هم فيه يظهر علينا الرئيس التنفيذي للشركة المهندس علي بن صالح البراك في برنامج نوافذ الذي عرضته قناة الإخبارية قائلا : إن هذه الأخبار مبالغ فيها ، ففي بعض الأوقات يكون هناك انقطاع عن ثلاثة أو أربعة منازل ، ويُنْشَر أنه حدث في حي كامل، أو مدينة ، فعلى سبيل المثال ما حدث في الطائف ، حيث تأكدت بنفسي – والكلام لرئيس الشركة - واتضح عدم صحة ذلك ، فبودي أن يوضح لنا سعادته ما المصدر الذي تأكد من خلاله أن انقطاع الكهرباء لم يطل إلا ثلاثة أو أربعة منازل على حد تعبيره؟! وما إن تعالت أصوات المواطنين وأصحاب المؤسسات التجارية بمقاضاة شركة الكهرباء نتيجة لما لحق بهم من أضرار وطلبهم للتعويض أسوة بأي مُجتمع مُتحضِّر يحدث لمواطنيه ما حدث لمواطني الطائف انبرى مدير القطاع الغربي للكهرباء المهندس عبدالمعين الشيخ للدفاع عن شركته ونشرته صحيفة المدينة في عددها رقم17995وتاريخ11/9/1433ه بقوله : بأن الشركة لن تدفع أية تعويضات عن هذه الانقطاعات ؛ مُبرراً ذلك بأنها أعطال ناتجة في مُجملها عن زيادة الأحمال ، وأن دول العالم لا تُصرف تعويضات في مثل هذه الأحوال، متناسياً - سعادته - توضيح الأحوال التي يمكن صرف تعويضات فيها للمُتضررين ما دام أنه وضَّح الأحوال التي لا يُمكن صرفها فيها ، أما محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج عبدالله الشهري فقال : إن من حق كل متضرر أن يترافع قضائياً ضد شركة الكهرباء ، وليس من حق أحد منعه ، رابطاً ذلك بثبوت التهمة على شركة الكهرباء ، وإلى أن يُثبتها المواطنون الغلابه نقول : كل رمضان والكهرباء بخير. [email protected] [email protected]