يشترك الرئيس الأمريكي والرئيس السوداني البشير في بعض الطباع عند الحديث، وهي الشعور بالسعادة في الإمساك بالعصا، حيث كشفت الخارجية الأمريكية عن ذلك، عندما وزعت صورة الرئيس أوباما في حوار هاتفي مع رئيس الوزراء التركي أردوغان قيل أنه عن سوريا، وهو ممسك بمضرب بيسبول خشبي في يده اليمنى، والصورة مقصودة، وليست بالخطأ، لأنها من داخل البيت الأبيض، ومن داخل مكتب أوباما، ولم تلتقط في لحظة غفلة أو من صحفي متهور. كان يمكن إلغاء الصورة، لو كانت بالخطأ، فأوباما وحده عنده ملايين الصور، يمكن تزويد وكالات الأنباء بها، مع الخبر، أو حتى يمكن توزيع الخبر بدون صورة، لأن أرشيف الصحف ووكالات الأنباء يعج بصور أوباما، لكن يبدو أن خروج الصورة مقصود لإيصال رسالة تتضمن العصا. مضرب البيسبول يزن عشرة كلم، وطوله أكثر من متر، فلا يمكن إغفاله، أو التقليل من وضعه في الصورة، فوجوده في يد الرئيس، في وسط مكتبه، ليست مزحة ثقيلة أو خفة دم من الخارجية الأمريكية، بل الصورة مقصودة للتهديد المشابه لتهديدات البشير عندما يتحدث لشعبه. في الأمثال العربية، نقول العصا لمن عصا، ويبدو أن أوباما يلوح بالعصا، التي رغب أن تكون ظاهرة في الصورة، بعد أن عجز عن استخدام عصا البند السابع في مجلس الأمن، بسبب الفيتو الروسي والصيني المشترك، ثلاث مرات متتالية، وهناك تفسير آخر ذكرته الصحف أن روزفلت كان يستخدم مقولة تحدث بلطف ولكن احمل عصا غليظة. طبعاً الفرق بين عصا البشير وعصا أوباما غير الوزن، أن عصا البشير للتهويش ويلوح بها في الهواء، ولكن أوباما لو لوّح بعصاه الثقيلة فسوف تكون مدمرة، وسوف تحطم كل ما حوله، لذلك جاء قرار العصا لمن عصا، في اليوم التالي، حيث وقع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على أمر وصف بالسري يجيز تقديم دعم لمقاتلي المعارضة السورية، كما أجازت الخزانة الأمريكية، رخصة تسمح لمجموعة الدعم السورية - واشنطن تقديم مساعدات مالية مباشرة إلى الجيش السوري الحر، المكون من الجنود الذين انشقوا عن النظام والمتطوعين من الثوار.