عندما تحدثت في مقالي السابق عن الشيخ علي جابر- رحمه الله -وردتني كثير من الرسائل والاتصالات تقول لي: وهل نسيت ذلك الصوت الشجي الذي سعد أهل المدينة وزوارها بالصلاة خلفه في أيام لا تُنسى من عمر الزمان، إنه الشيخ محمد أيوب. رحم الله شيخنا الجليل عبدالعزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي صاحب تلك القامة والحضور الفريد من نوعه في صلاته وخشوعه وخطبه، ولازال في الذاكرة شيء من خطبة ليلة السابع والعشرين في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولازلنا نذكر أنه في عهد مضى كنا في الحرم النبوي نختم القرآن مرتين، مرة في التراويح وأخرى في التهجد. هذا الشيخ أتاح فرصة عظيمة للشيخ محمد أيوب ليكون إماماً في الحرم النبوي الشريف، يتحدث الناس عن جمال صوته وخشوعه، وكان تلميذاً فريداً متميزاً في تلاوته وتمكّنه من التدبر في الآيات التي يصل مداها لمن يؤمهم في صلاته. العالم كله يتساءل عن هذا الشيخ الذي حفر له في الوجدان اسماً خالداً، لا زلت أذكر توافد الناس للصلاة خلفه في مسجد قباء، وفي مسجد القبلتين، وفي مسجد الإمام أحمد بن حنبل بعد أن ترك إمامةالمصلين في المسجد النبوي. كنا لا نشعر بالوقت كيف يمضي؛ ونحن في خشوع وتدبر لآيات كتاب الله، تلك والله أيام لا تنسى، ولو استفتينا أهل المدينة قاطبة لقالوا بصوت واحد ليتها تعود تلك الأيام. وقد خطر على بالي عندما قرأت الرسائل التي وصلتني عن الشيخ محمد أيوب كلمات قالها عندما وجّه أحد مقدمي البرامج سؤالاً له عمّا يتمناه، فقال وصوته حزين: "أتمنى التوفيق من الله وأعود للإمامة في المسجد النبوي الشريف". يا لها من أمنية رائعة من رجل هو أهل لها. [email protected]