منذ فترة دار ومازال يدور ذلكم الجدل الطويل،حول المسلسلات الدينية ومايتعلق تحديدا بالمسلسلات التي تستعرض حياة الصحابة رضوان الله عليهم ويجسد شخصياتهم ممثلون ،وتزيد حمى الجدل عنها كلما اقترب شهر رمضان،وفي هذا العام ،منذ تم إعلان مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،زادت حدة الحوار بين مؤيد لعرض المسلسل ومعارض لذلك،حتى أصبحنا -مع الأسف- نستعين بالتصويت على رموزنا الدينية !هل أنت مع بث المسلسل أم ضد البث ؟ والحقيقة وبعيدا عن الحكم الشرعي في تجسيد حياة الصحابة تمثيلا ،فهذا متروك لعلمائنا الأجلاء ،فما أجمل أن (يبقى رموزنا الدينية العظام ،في صورة جميلة في أذهاننا كما درسناهم ،وكما قرأنا سيرهم في كتب التاريخ ) دون تزييف ودون تشويه ،ودون إثارة لجوانب في حياتهم ،قد تفتح جدلا وتثير قضايا قد يكون عدم التعرض لها أفضل للمسلم ،من أن يخوض في عرض الصحابة رضوان الله عليهم ،وهم أصحاب الفضل الأول ،والجهاد المقدم ،والذين تحملوا مع رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه الأذى والمشقة والتعب ،كما إن «تبسط بعض منتسبي العلم الشرعي» في تناول تلك القضايا ،ومحاولة البحث عن مخارج لها لتجويزها ،ولو لم تكن محرمة أو حولها خلاف فقهي،أراه توجها غير جيد،حتى لا تصبح تلك القضايا مادة للخوض لكل من يعلم ومن لايعلم ،كما يحدث الآن في الجدل المحموم حول مسلسل الفاروق عمر ،إذْ تحولت شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،مادة للحديث ،كان أقلها أن بعض الناس حين يأتي الحديث عن شخصية الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ،أصبح يذكر اسمه مجردا مما يستحق أن يذكر به ،أو يترضى عنه،علاوة على الصورة التي ستعلق بذهن المشاهد صورة الممثل لاعمر رضي الله عنه! إضافة أنه من يؤدي أدوار الصحابة قد يجسد أدوارا مناقضة لشخصيات الرموز الدينية ،كما أن الذين جوّزوا بث العمل عرضوا آراءهم ،ولم يلتفتوا لماحذر منه كبار العلماء ،ولم يوفقوا في عمل مقاربات بين ذاك الزمن وهذا الزمن ،كإشارة بعضهم إلى قيادة المرأة للبعير،ليبسط قضية قيادة المرأة للسيارة في هذا الزمن ،متناسيا كل تحولات هذا العصر الأخلاقية والمادية ،والكثافة السكانية ووسائط الاتصال وغيرها ،وذاك الزمن الذي صور أحدهم جانبا أخلاقيا حين قال «أغض طرفي إن بدت لي جارتي» بما يتناقض مع ملوثات الزمن الحالي،ثم نجد من يقارب بين الزمنين ،ليبسط على الناس قبول الفكرة !! أختم بقول أنه مهما كانت المسلسلات التاريخية باذخة التكلفة والثمن فلن تقوى على استعراض حياة الصحابة العظام وإبراز الجوانب العظيمة في حياتهم والله ماأجمل لو عملنا بوصيته عليه الصلاة والسلام:( الله ، الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد أذاني ، ومن أذاني فقد أذى الله ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط