دعا الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة؛ في التاسع من شهر يوليو الحالي إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة إلى جانب المسار السياسي والدبلوماسي، ترتكز على خطة مشتركة تعزز بالتمويل اللازم. هذه الدعوة جديرة بالتفكير خاصة وأن قائلها هو أحد القيادات الفلسطينية التاريخية الذين واكبوا العمل الفلسطيني منذ بداياته الأولى. وهو توجه سبق وأن ناديت به في مقال سابق لي في المدينة بعنوان: (انتفاضة جديدة) بتاريخ 17/09/2011 حين كانت الولاياتالمتحدة وإسرائيل توجهان ضغوطاً على الفلسطينيين لإثنائهم عن طلب مقعد لهم في الأممالمتحدة. لقد كانت الانتفاضة الفلسطينية ظاهرة غير مألوفة أدهشت العالم وأيقظت فيه الضمائر. فقد كانت الانتفاضة أهم حدث في التاريخ الفلسطيني وفي الصراع العربي – الإسرائيلي. وظلت قيمتها معنوية أكثر منها سياسية، فقد كان القائمون بها يدركون أن الانتفاضة لن تقود إلى تدمير إسرائيل والقضاء عليها، لكنها جاءت من أجل استرجاع الحرية والكرامة، وبهدف التخلص من الاحتلال وما لحق بالإنسان الفلسطيني المسحوق من ظلم وقمع. وستكون مجدداً الرد العملي لمواجهة الضغوط الأمريكية – الإسرائيلية. لكنها ينبغي أن تكون - هذه المرة - دون حجارة وتأخذ منحى الانتفاضات العربية التي حدثت في أرجاء متعددة من عالمنا العربي وتحررت فيها بعض الشعوب العربية من حكام جثموا على صدورهم بالحديد والنار. لقد أثبتت المفاوضات التي لم يتم التوصل فيها إلى أي اتفاق، ولا إلي أي حلول مقبولة للجانب الفلسطيني بعد أن أصبحت تتجه لإجبارهم على القبول بالفتات .. أو اللاشئ، وهو خيار أقرب إلى الصفر، بأن الفلسطينيين يسيرون في نفق مظلم، اختنق فيه ضوء الأمل. ورفض إجراء لقاء فلسطيني إسرائيلي في ظل استمرار هذا التوجه الإسرائيلي، وتوسيع الاستيطان، وعدم الالتزام بمرجعية حدود 1967، لا يمكن أن يقابله إلا خيار المقاومة. وهي مقاومة تتجلى بانتفاضة جديدة. إن تصاعد "الربيع العربي" أكد على أن الجماهير الشعبية المتسلحة بالإرادة والتصميم قادرة على انتزاع أمانيها دون انتظار الدعم أو المساندة من أحد، بل عبر تنظيم نفسها ووحدة صفها واتخاذ قرارها بالمقاومة السلمية، كما حدث في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، وكما يحدث اليوم في سوريا. لذا فليكن في الانتفاضات العربية درس يأخذه شباب فلسطين للقيام بانتفاضة جديدة.. سلاحها المقاومة المدنية، وقوة وإيمان الشعب الفلسطيني بحقه وإصراره على استرداد وطنه الضائع دون يأس أو تراجع. فمن المؤكد أن ما يحدث في البلدان العربية سينعكس على الحالة الفلسطينية. المهم أن تتحقق وحدة الموقف الفلسطيني، والعربي، وأن تكون هناك، كما يؤكد نايف حواتمة، خطة فلسطينية مشتركة لتعزيز الانتفاضة، ورصد التمويل اللازم لها، إلى جانب المسار السياسي والدبلوماسي. • نافذة صغيرة: [إن هناك إجماعاً فلسطينياً بعدم إجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي طالما يتنكر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، ويواصل أنشطته الاستيطانية ويرفض الالتزام بقرارات الشرعية الدولية.] نايف حواتمة [email protected]