أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    القبض على باكستاني يروج الشبو بالشرقية    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    37 بلدة جنوبية مسحها الجيش الإسرائيلي وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    الولايات المتحدة تختار الرئيس ال47    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    سيناريو التعادل .. ماذا لو حصل كل مرشح على 269 صوتاً؟    "الصناعة والثروة المعدنية" تعلن فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    اليوم الحاسم.. المخاوف تهيمن على الاقتراعات الأمريكية    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة ومولدوفا تعززان التعاون الثنائي    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    تنوع تراثي    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    منظومة رقمية متطورة للقدية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على القيادات أن تشمر عن سواعدها وتنزل إلى الشارع لا أن تقدم المواعظ
نشر في الشرق يوم 28 - 01 - 2012

يقبع مروان البرغوثي، الذي يعد أحد رموز الحركة الوطنية الفلسطينية وأحد أهم قادة حركة فتح الفلسطينية، في زنازين العزل الانفرادي في سجن هداريم الإسرائيلي، والبرغوثي الذي أصدرت بحقه سلطات الاحتلال الإسرائيلي حكماً بالسجن مدى الحياة لخمس مرات بتهم القتل والتحريض على القتل، هو أحد أبناء قرية كوبر قضاء رام الله ومن مواليد 1958، قاد الحركة الطلابية الفلسطينية وترأس مجلس طلبة جامعة بيرزيت، وأحد قادة انتفاضة 1987 التي على إثرها نفته سلطات الاحتلال إلى الأردن ليعود بعد توقيع اتفاق أوسلو إلى الأراضي الفلسطينية.
البرغوثي الذي أمضى عشرة أعوام من محكوميته قال في حواره مع “الشرق”: “منذ اعتقالي قبل ما يقارب عشر سنوات وبعد مائة يوم من التحقيق والتعذيب ورفضي القاطع للمحكمة الإسرائيلية وللائحة الاتهام المقدمة ضدي تم وضعي في زنزانة العزل الانفرادي، ثم انتقلت بعد ثلاث سنوات إلى قسم العزل الجماعي في سجن هداريم قرب تل أبيب، حيث ما زلت فيه حتى هذه اللحظة. وبدون أدنى شك أن ظروف السجن عامة والعزل خاصة صعبة وقاهرة، ولكن إرادتنا وإيماننا بحقوق شعبنا وبحتمية انتصاره وبحتمية زوال الاحتلال لا تتزعزع، وستظل راية الثوابت الوطنية وراية المقاومة عالية في أيدينا حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال”.
* - أسدل الستار على صفقة تبادل الأسرى، برأيكم، أين أصاب الفلسطينيون في هذه الصفقة وأين أخفقوا؟
- أعتقد أن الصفقة كانت إنجازاً وطنياً كبيراً وأدخلت الفرحة إلى قلوب الفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص إلى قلوب أكثر من ألف أسرة فلسطينية بشكل مباشر، وكان لهذه الصفقة ثمن ليس قليلاً، حيث تحمل شعبنا معاناة كبيرة وقدم الشهداء وعانى الحصار والعدوان في سبيل تحرير أسراه وقابل شعبنا الوفاء بالوفاء، فقد ضحى الأسرى من أجل الوطن والشعب والقضية، وشعبنا لم يبخل بالتضحية في سبيل تحرير الأسرى، وكنا نتمنى بالطبع أن تشمل الصفقة الأسرى القدامى الذين بقي منهم 130 أسيراً خلف القضبان، مضى على معظمهم أكثر من عشرين عاماً في سجون الاحتلال، وبعضهم أمضى ثلاثين عاماً مثل عميد الأسرى الأخ المناضل كريم يونس، وكذلك الأسيرات والرموز الوطنية والقادة، ولا يوجد أي مبرر استثناء هذه الفئات من الصفقة.
* - كيف تنظرون لجلسات الحوار الأخيرة؟ وما تقييمكم لما يرشح من هذه الجلسات؟
- أكدنا مراراً وتكراراً أن الوحدة الوطنية هي بمثابة الماء والهواء للفلسطينيين، كما أنها قانون الانتصار للشعوب المقهورة ولحركات التحرر الوطني، وعلى القيادات الفلسطينية أن تخطو خطوات جوهرية ومخلصة وجادة باتجاه تكريس الوحدة الوطنية، وأضاعت القيادات فرصة تاريخية عندما انهارت حكومة الوحدة الوطنية التي نشأت بموجب اتفاق مكة، والمطلوب هو التنفيذ الأمين والصادق والعودة إلى وثيقة الأسرى للوفاق الوطني ولكل ما تم الاتفاق عليه، والشعب الفلسطيني لن يصبر طويلاً على هذا التباطؤ بل وعدم المبالاة الذي يظهره البعض حتى الآن، وكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات يتضرر بشدة من الانقسام وتستفيد منه حفنة صغيرة تغلب مصالحها على المصالح الوطنية العليا، وعلى القيادات الفلسطينية أن تنظر لما يجري من حولها في العالم العربي وأن تدرك أن الشعوب لا تصبر للأبد على عجز وفشل قياداتها.
* - ما هو انعكاس فشل جلسات الحوار بشأن إنهاء الانقسام على وحدة الحركة الأسيرة؟
- الأسرى جميعاً هم مناضلون ومقاومون تجمعهم فلسطين، والمقاومة والمعاناة والآلام والآمال، ونجحوا في تجاوز أزمة الانقسام رغم الظروف القاهرة، وهم يرون في الانقسام والاقتتال الداخلي صفحة سوداء في سفر ناصع البياض سطره الشعب الفلسطيني على مدار عقود بدم شهدائه وجرحاه وعذابات أسراه ومعاناة الشعب الطويلة، وسارع الأسرى إلى وضع وثيقة الأسرى للوفاق الوطني، وكانت مبادرة شجاعة وحكيمة قادت إلى اتفاق مكة وإلى إقامة أول حكومة وحدة وطنية في تاريخنا، ولكن أصحاب المصالح الضيقة والأنانية وذوي الأفق المحدود أفشلوا هذه التجربة، ورغم قسوة الانقسام تمكن الأسرى من الحفاظ على وحدتهم وسيظلوا كذلك حتى تحريرهم.
* - عاد الفلسطينيون إلى المفاوضات مع إسرائيل في عمان، ماذا تقرؤون في العودة لطاولة المفاوضات قبل تنفيذ إسرائيل للشروط الفلسطينية وعلى رأسها وقف الاستيطان؟
- وصلت المفاوضات ومنذ عدة سنوات إلى طريق مسدود وإلى مأزق، بل وإلى فشل كامل، وذلك لغياب شريك حقيقي في إسرائيل يقبل بالانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين طبقاً للقرار الدولي 194 وتحرير جميع الأسرى والمعتقلين، وأن أية مفاوضات تجري قبل الالتزام الإسرائيلي الكامل بهذه المبادئ والشروط فإنها لن تجدي نفعاً، بل ستلحق ضرراً بالقضية الفلسطينية وبالنضال الفلسطيني، ومن الواضح حتى الآن أن ما يسمى بجولات الاستكشاف لم تكشف أي شيء جديد وأنها مراوحة في المكان، والأخطر أن إسرائيل تستمر في سياسة الاستيطان بشكل لم يسبق له مثيل وتتعرض مدينة القدس لعدوان استيطاني يستهدف الأرض والمنازل والحارات والأزقة والمقدسات والمتاجر والمؤسسات والسكان، وهي حرب شاملة لتهويد ما تبقى من مدينة القدس، وهذه مناسبة لتوجيه نداء لامتنا العربية والإسلامية وقادتها لإنقاذ مدينة القدس التي خصصت لها بلدية الاحتلال فقط في عام 2011 بضعة مليارات من الدولارات، في حين لا يصل للقدس بضعة ملايين وفي أحسن الأحوال بضع عشرات. ومرة أخرى نقول إن الارتهان والركون لطاولة المفاوضات الفارغة من المضمون لن تفيد ولن تجدي نفعاً ولهذا يتوجب الاعتماد على شعبنا العظيم وصموده ونضاله وسواعد أبنائه، والمطلوب أيضاً إطلاق أوسع وأكبر مقاومة شعبية سلمية في هذه المرحلة بمشاركة جميع القوى والفصائل والأحزاب والقيادات، وعلى القيادات كافة دون استثناء أن تشمر عن سواعدها وأن تنزل إلى الشارع، لا أن تقدم المواعظ والدعوات عن بعد ومن مكاتب فارهة، كما يتوجب ممارسة أوسع مقاطعة للمنتجات والبضائع الإسرائيلية وتشجيع المنتج الوطني الفلسطيني، وكذلك مواصلة العمل على طرق الأبواب في الأمم المتحدة ومؤسساتها والعمل على فرض أوسع مقاطعة لإسرائيل حتى ينتهي احتلالها للأراضي عام 1967 إلا أنه لا يوجد في إسرائيل قرار إستراتيجي بالسلام وضربت حكوماتها بعرض الحائط جميع المبادرات الإقليمية والدولية وأبرزها مبادرة السلام العربية.
* - حددت القيادة الفلسطينية 4 مايو موعداً للانتخابات الرئاسية والتشريعية، هل باعتقادكم أن هذه الانتخابات ستجري في موعدها المحدد وهل سترشح نفسك؟ وأين سيكون موقع فتح فيما لو جرت الانتخابات؟
- آمل أن تتعامل الفصائل الفلسطينية والقيادة الفلسطينية بجدية كاملة مع الاستحقاق الانتخابي، ويجب ألا يخضع موضوع الانتخابات للرغبات أو المصالح الفئوية وإنما للمصلحة الوطنية، وهو ليس منّة من الفصائل على الشعب ومضى حتى الآن سبع سنوات وأكثر منذ الانتخابات الرئاسية التي من المفروض أن تجرى كل أربع سنوات، كما أننا دخلنا في العام السابع للانتخابات التشريعية التي كان يجب أن تجرى قبل ثلاث سنوات تقريباً، ولهذا آمل أن يتم الاتفاق والالتزام الكامل بموعد الانتخابات المقبلة، وأنصح ألا ينام أحد على حرير الفوز المضمون، والمطلوب من حركة فتح وخاصة من اللجنة المركزية والمجلس الثوري دراسة الانتخابات المقبلة بعمق ومسؤولية وحكمة والاتفاق على آلية واضحة ومحددة لاختيار مرشحي الحركة وفق آلية ديمقراطية تماماً، وأية آلية لا تشرك قواعد الحركة ستشكل عقبة وربما تعثراً، وأن ضمان وحدة الحركة وخوضها للانتخابات بشكل موحد ومتلاحم وهو الأمر المطلوب والضروري، يتطلب قراراً ديمقراطياً ومسؤولاً وآليات ديمقراطية يشارك فيها عشرات الآلاف من المناضلين والكوادر، ومن المهم أن يقع الاختيار بإرادة القواعد الفتحاوية ويستبعد أية عناصر أساءت سلوكها للحركة وللوطن سواء في الجانب السياسي أو المالي أو الأمني أو الأخلاقي والاستعداد الجدي مهم جداً. والأمور لا تسمح هذه المرة بأية حسابات خاطئة أو قرارات ارتجالية، أما بالنسبة لي فسأتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
* - الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية يزداد سوءاً، إلى أي مدى تتحمل الحكومة الفلسطينية مسؤولية هذا التردي؟
- مرة أخرى أود التأكيد أن السلطة الوطنية الفلسطينية أرادها الشعب وما زالت نواة للدولة الفلسطينية المقبلة، ويجب أن تخدم في كل لحظة سلوك وقرار وتوجه هذا الهدف الأسمى للفلسطينيين، والسلطة الفلسطينية ليست معروضة للحل وهي ليست شركة خاصة، ولكن المطلوب إعادة النظر بشكل جدي في العديد من وظائف السلطة ومهامها وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الاحتلال وما يترتب على ذلك، كما يتوجب تركيز جهدنا في الشأن الاقتصادي على تدعيم الاقتصاد للصمود الوطني والتركيز على دعم وتنمية وإسناد القطاع الزراعي والصناعي والإنتاج الوطني والاهتمام بالفئات المتضررة من الاحتلال وفي مقدمتها مدينة القدس وأسر الشهداء والأسرى والجرحى والمناطق المتضررة من جدار الفصل العنصري والتجمعات التي تتعرض للعدوان والحصار، وأعتقد أن الحكومة الفلسطينية أنجزت في العديد من المجالات وخاصة في البنية التحتية وفي بناء المؤسسات على طريق الحكم الصالح.
* - كيف تقضي وقتك في زنزانة، وهل مسموح أن تلتقي بقادة الفصائل الأخرى؟
- منذ اعتقالي وضعت في زنزانة العزل الانفرادي، ثم انتقلت بعد ثلاث سنوات إلى قسم العزل الجماعي في سجن هداريم قرب تل أبيب وما زلت فيه. وبدون أدنى شك ظروف السجن عامة والعزل خاصة صعبة وقاهرة، ولكن إرادتنا وإيماننا بعدالة قضيتنا وحتمية زوال الاحتلال لا تتزعزع وستظل راية الثوابت الوطنية المقاومة عالية حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال. وبالمناسبة فقد ألفت كتاباً بعنوان “ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي” أتحدث فيه عن تجربتي في العزل الانفرادي وصدر هذا الكتاب بداية عام 2011 عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) في لبنان وعن دار الشروق في فلسطين.
يخضع الأسرى لعملية عد خمس مرات يومياً، ونخرج لساحة السجن لبضع ساعات ونمارس بعض الرياضة الصباحية. كما أنني أواظب على مطالعة الكتب في مجالات عدة وعلى قراءة الصحف العبرية إلى جانب جريدة القدس الفلسطينية التي تدخل السجن متأخرة أسبوعين، ونقوم بدورات تعليمية وتثقيفية لعدد من الأسرى في السجن، ونشاهد بعض الفضائيات التي تسمح بها إدارة السجون.
أما بالنسبة للقاء قادة الفصائل الأخرى فنحن في الأسر ننتمي إلى شعب واحد وإلى مقاومة واحدة وانتفاضة واحدة، ونحمل نفس الأهداف الوطنية، وقاتلنا جنباً إلى جنب ضد الاحتلال وعملنا وتعاونا معاً قبل الاعتقال في المقاومة والانتفاضة، ونحن ننتمي إلى فلسطين وهي أكبر من الفصائل، ونحن في تنظيم واحد اسمه المقاومة وإن تعددت العناوين والأسماء. وأتشرف أن علاقتي ممتازة بقادة وكوادر ومقاتلي الفصائل كافة خارج السجن وبعد الأسر، وخلال الانتفاضة رفعت شعار “شركاء في الدم شركاء في القرار”.
* - اشتهرت بقيادة العمل الميداني والجماهيري، كيف تنظر إلى المقاومة الشعبية؟ وكيف تقيم أداء لجان المقاومة الشعبية حالياً؟
- المقاومة ليست حقاً فقط في الحالة الفلسطينية وفي أية حالة احتلال واستعمار، وإنما واجب على المواطنين وكل الفئات دون استثناء، وأشكال المقاومة تتعدد وتتنوع، وأن الحكمة والمصلحة الوطنية تقتضي اختيار الشكل المناسب والأسلوب المناسب لكل مرحلة، وأعتقد أن المقاومة الشعبية السلمية في هذه المرحلة تلقى تأييداً واسعاً، وهذا يعود لمجموعة من الأسباب وأهمها أنها تتيح الفرصة لأكبر عدد من الشعب المشاركة فيها وتبدأ من رفض الاحتلال إلى كتابة مقال أو إصدار بيان ضد الاحتلال ورفض التطبيع مع المحتل إلى القيام بالعمل المهني بإخلاص وإتقان وأمانة في جميع المجالات إلى استخدام وسائل العصر الحديثة لفضح السياسات الإسرائيلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم اعتصام ثم مسيرة ثم مظاهرة وأعتقد أن الشعب الفلسطيني اكتسب خبرة غير مسبوقة في التاريخ وفي المقاومة بكل أشكالها، وهو يدرك بحكم التجربة والحس الوطني أن لجان المقاومة الشعبية والمقاومة الجارية في العديد من القرى والبلدات والمواقع تستحق التقدير والاحترام، وأنا أحيي هؤلاء في بلعين والنبي صالح وكفر قدوم وبيت أمر والمعصرة وسلوان والشيخ جراح العيسوية والأغوار وفي المواقع الأخرى، ولكن حتى تكون المقاومة الشعبية فاعلة وتترك أثراً محلياً وإقليمياً ودولياً يتوجب المشاركة الشعبية الشاملة فيها ومن المؤسف أن الفصائل عجزت حتى الآن عن الانخراط بكامل ثقلها في هذه المقاومة، وأنا على يقين أننا سنرى في الشهور المقبلة مشاركة واسعة يشارك فيها آلاف الشباب في مختلف المواقع، وستتواصل وتتسع المقاومة الشعبية بإرادة وطنية.
* - العديد من الدول العربية سقطت أنظمتها، ما هو موقف الحركة الأسيرة مما يجري من تغييرات في الدول العربية؟
- أعتقد أن الثورة العربية الديمقراطية التي انتصرت في تونس ومصر وليبيا جاءت لتحقيق حلم راود الشعوب العربية طويلاً للخلاص من حكم الاستبداد الأمني والعسكري والفساد والفقر والجوع وحالة العجز والشلل التي تعيشها الأمة والنظام العربي بشكل عام. وأملنا كبير أن يقود هذا التغيير في العالم العربي إلى بناء نظام عربي ديمقراطي جديد يمثل إرادة الشعوب العربية ويشكل عنواناً لكرامتها الوطنية والقومية ويقود إلى إصلاحات سياسية وتشريعية وقانونية واقتصادية واسعة النطاق لأن من حق المواطن العربي أن يحيا بكرامة وأن يتمتع بحق التعبير عن الرأي وحقه في المشاركة السياسية. وأنا على ثقة أن الثورة التي انطلقت من أحد أزقة سيدي بوزيد في تونس زلزلت الوطن العربي وستستمر لفترة طويلة حتى تحقق أهدافها بعيدة المدى، وأعتقد أن إقدام العديد من البلدان العربية على المبادرة لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية ومنح المزيد من حقوق الإنسان والحريات، هو أمر في غاية الأهمية وأثبتت الأحداث أن هذه الأمة هي أمة واحدة وأنها كالجسد الواحد وأن التغيير يسري في عروق هذا الجسد وأنا على ثقة أن هذا التغيير على المدى البعيد سيشكل انتصاراً لفلسطين ولكفاح الشعب الفلسطيني.
* - هنالك من يتحدث عن ربيع فلسطيني، ما رأيكم عن هذا الحديث؟ وهل نحن بحاجة فعلاً إلى ربيع فلسطيني؟
- أعتقد أن أول ما يجب فعله لربيع فلسطيني هو استخلاص الدروس والعبر بشجاعة وجرأة من خلال الثورات العربية، وقبل ذلك من خلال تجربة النضال والكفاح الشعبي الطويل بكل أشكاله. ومن أجل ربيع فلسطيني يتوجب إنجاز المصالحة فوراً ودون إبطاء والتوحد على استراتيجية فلسطينية واضحة تمارس وتنفذ بأمانة وبصدق، وأن تكون المصلحة الوطنية العليا البوصلة الرئيسية فيها وأن يدرك الجميع أن الثورات العربية أسقطت إلى الأبد نظام الحزب الواحد والأيديولوجية الواحدة والزعيم الواحد واللون الواحد، وسندخل في عصر جديد هو عصر التعددية السياسية وسيادة القانون وشراكة حقيقية في الحكم، وأعتقد أن الوصول إلى برنامج فلسطيني مشترك سيقود إلى ربيع فلسطيني في وجه الاحتلال أولاً، أما بخصوص التغيير الداخلي في الحالة الفلسطينية فأعتقد أن بوابته هو الانتخابات المقبلة.
* - في الشأن الأسري هل تعاني من منع الزيارات عن عائلتك؟
- سلطات الاحتلال سمحت لزوجتي بالزيارة في السنوات الأربع الأخيرة فقط، مع الزيارات العائلية للأسرى، التي تتم عبر الصليب الأحمر فقط. كما أنها لا تسمح لأولادي بالزيارة، علماً بأن أكبرهم القسام كان في السجن لمدة أربع سنوات وشاركني الزنزانة لمدة شهر واحد، ولم أره منذ إطلاق سراحه، أما باقي الأولاد فلم أرهم إلا في عدد قليل من المرات خلال العشر سنوات وأنا أتمنى رؤية أولادي جميعاً.
* - هل تشعر أنك دفعت ثمن انتفاضة الأقصى؟
- أعتقد أنه لا يوجد ثمن لحرية الأوطان ولا لحرية القدس، والتضحية الجماعية والفردية التي يقدمها شعبنا تجعلنا نشعر أننا لم نقدم ما يكفي فكل شيء يصغر أمام القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما أن شعبنا يستحق أن نضحي من أجله، وأكدت في أكثر من مناسبة أنه لا يهمني أنني فقدت حريتي في سبيل حرية شعبي ووطني، وأعتقد أن شعبنا قدم صوراً رائعة من التضحية والفداء والبطولة في انتفاضة الأقصى وقدم نموذجاً فريداً من الإقدام والشجاعة والصمود قل نظيره، ولا شك للحظة أن ملايين شباب العرب الذين خرجوا إلى الشوارع استمدوا العزم والشجاعة والجرأة والإقدام من الانتفاضة المباركة ورأوا فيها المثال والنموذج للمواطن العربي الرافض للاحتلال والاستيطان والقهر والاستبداد، وفلسطينياً قدمت جميع الفصائل تضحيات كبيرة في هذه الانتفاضة وفي مسيرة النضال وفي مقدمتها حركة فتح، وهنالك المئات من الكوادر والقيادات استشهدت من قيادات الحركة وفي مقدمتهم الشهيد القائد د. ثابت ثابت ونايف أبوشرخ وزياد العامر والصباغ وجمال أبوسمهدانة ورائد الكرمي ومهند أبوحلاوة وعاطف عبيات ومروان زلوم ومحمود الطيطي وسامر عويس وآخرون، كما أن هنالك آلاف الأسرى من الحركة في سجون الاحتلال ويمثلون ما يزيد على 55% من مجموع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.