وصف الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ووزير السياحة السوداني الدكتور حسبو عبدالرحمن الحركات الاحتجاجية التى يشهدها السودان بال»المحدودة» وان ما يحدث فى السودان يجرى تضخيمه بصورة مبالغ فيها من قبل وسائل الاعلام، وان حكومته تدعو للتعاطي الإعلامي مع الأحداث بمهنية وموضوعية بعيدا عن «التهويل» أو «التهوين»، وان المليونيات التى يتم بثها فى أيام الجمع مازالت محدودة، وان مساجد الخرطوم التى تقدر باكثر من 4500 مسجد لم تخرج مظاهرات سوى من 18 مسجدا. وقال إن حكومته مع حرية التعبير والتظاهر السلمي بشرط عدم تخريب المنشآت العامة والخاصة، او التصادم مع قوات الامن التى تتعامل من المتظاهرين بمهنية وسلمية وتعمل على منع التخريب أو حرق العربات والمؤسسات. وأشار الى أن الاحتجاج جاء ردا على حزمة الاجراءات «التقشفية» التي قامت بها الحكومة ولمنع الدولة من الانهيار في حال عدم اتخاذها، وجرى توضيح الامور للشعب السوداني الذى بدأ يتفهم مبررات ودوافع تلك الاجراءات ومنها محاولة تقليل العجز في الميزانية الذي بلغ 23% بعد انفصال الجنوب، مما دفع الحكومة لاتخاذ اجراءات اقتصادية منها تقليص الانفاق الحكومى بنسبة 45% والغاء اكثر من 100 وظيفة عليا «وزير ومستشار للرئيس»، وبمقتضى الاجراءات الاقتصادية «الاحترازية» تم خفض تدريجي لدعم اسعار المحروقات واستبداله بتقديم دعم مباشر للمواطن. واضاف حسبو أن الحكومة كان يمكن لها ان تقوم بطبع «النقود» وكان ذلك سيؤدي الى ارتفاع التضخم وارتفاع الاسعار ولكن الحكومة لجأت الى اجراءات «تقشفية» مثل التي تجرى في اليونان واسبانيا لمواجهة العجز وان هذه الاجراءات لفترة محدودة سوف ينتهي العمل بها عند تعافي الاقتصاد السودانى. وقال حسبو إن أحزاب المعارضة تحاول القفز على الحركات الاحتجاجية لتحقيق اجنداتها السياسية «البديل الديمقراطي» الذي طرحته ليس أكثر من مجرد رؤية سياسية ولم تطرح حلول اقتصادية لأسباب تظاهر المواطنين والتي بصفة أساسية لأسباب اقتصادية، مؤكدا على ان المؤتمر يطرح البديل الديمقراطي عبر الانتخابات وعلى كل القوى الساعية للتغيير أن تسخر كل قوتها لهذه الانتخابات وتفرض التغيير عبر صناديق الاقتراع وهي الوسيلة المعترف بها عالميا بدلا من اللجوء للتخريب. وعن طرح احزاب المعارضة نفسها بديلا لنظام المؤتمر الوطني، قال حسبو: إن الشعب السوداني سبق وان جرب كل احزاب المعارضة التي تولت السلطة في فترات مختلفة وثار عليها لأنها لم تحقق اهدافه في التنمية وعن تجاوز الحالة الاحتجاجية الراهنة، قال حسبو إن كل القوى السياسية مطالبة بالحوار عبر الثوابت الوطنية، حزب المؤتمر الوطني مستعد للحوار ويدعو لدعم استقرار السودان والعمل على تجاوز مرحلة ما بعد انفصال الجنوب الذى أفقد السودان معظم مصادر النفط ويسعى السودان إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحروقات مع نهاية العالم.