يشهد سوق التمور خلال الفترة الحالية حركة نشطة غير مسبوقة شملت البيع والشراء جملة وتجزئة لتغطية احتياجات شهر رمضان الذي يعد اكثر المواسم استهلاكا للتمور مما أثار مخاوف المستهلكين من ارتفاع الاسعار خلال الاسبوع المقبل. ووصل سعر كارتون الرطب متوسط الحجم 20 ريالا بينما سجل «العجوة» وهو نوع مفضل للكثير من الأسر سعر 22 ريالا للكرتون متوسط وجاء خلفه التمر «البرني» الذي وصل سعر الكرتون الصغير فيه 15 ريالا من انتاج ينبع, اما «الرطب» من نوع الاخلاص كان الأغلى حيث وصل سعر الكرتون 25 ريالا من انتاج القصيم والمدينة, بينما تراوح الاخلاص من انتاج الاحساء من 18 ريالا الى 20 ريالا للكرتون. واحتفظ التمر «سكري» بالسعر الاعلى في السوق بواقع 40 ريالا للكرتون وزن 3 كيلو ونصف. وطالب عدد من المستهلكين بضبط اسعار التمور خلال الفترة التي تسبق حلول شهر رمضان المبارك، بعد ان تصاعدت في الاسواق السعودية بشكل متكرر الفترة الماضية واوضح صابر مسلم «مستثمر في مجال التمور» ان اسعار التمور تبدو متذبذبة منذُ وقت طويل, وهناك اسباب عدة لعدم استقرار اسعارها وهي قلة الانتاج وتكلفة النقل والتحميل لافتا الى ان تقلب الاجواء المناخية بين الحين والاخر كان وراء تقلب الاسعار ايضا. واضاف الشريف ان الكميات المتوفرة في السوق قبل حلول شهر رمضان تبدو غير كافية بسبب قلة الانتاج وتصديرالمملكة لكميات كبيرة عن طريق الصدقة للدول المجاورة التي تشهد اوضاعا غير مستقرة, وعن الأسعار هل ستبقى كما هي عليه اشار عبد الله إلى أن الوضع الراهن لا يدعو لرفع الاسعار لأن الكميات متوفرة والسوق مستقر, ولكن مع بداية اليومين اللذين يسبقان شهر رمضان سيكون هناك ارتفاع في الاسعار وهذا أمر طبيعي بحكم الاقبال المتزايد من قبل المتسوقين, وخاصةً على انواع محددة كالرطب «الاخلاص» والعجوة و»السكري». اما المتسوق عمر مختار اوضح انه من خلال تواجده في سوق التمور شاهد حركة غير مسبوقة في عملية البيع والشراء, وعن الاسعار اشارالى ان هناك ارتفاعا ولكنه غير كبير. وقال أخشى ان يتطور هذا الارتفاع ويستقل من قبل ضعاف النفوس من بعض البائعين الذين يستقلون التدافع الكبير من قبل المتسوقين على بسطات ومحلات بيع التمور المنتشرة ويقومون بالتلاعب بالاسعارعلى حساب المواطن دون حسيب اورقيب. واشار خالد المنتشري»تاجر تمور» إلى انه يتواجد منذُ الصباح الباكر في سوق الحراج بحي الصفا بجدة للحصول على عدد من انواع التمور»الجملة» بأسعار متفاوتة بحسب حركة السوق وعدد الدلالين والمشترين, وقال أذهب بالحمولة المشتراة للأماكن العامة وحول المساجد واقوم ببيعها, وعن سؤاله ان ما يقوم به مخالفة, قال أعلم ذلك لأن البيع في الاماكن العامة يعد مخالفة, ولكن الظروف أجبرتني على ذلك، حيث لا أستطيع ان اقوم بفتح محل تجاري, إذ يتطلب مني مبالغ عالية فقررت ان اقوم بالبيع في الأماكن العامة, ورزقي على الله. اما البائع سعد القرشي فقد ابان ان شهر رمضان يعد فرصة كبيرة للمتاجرة بالتمور حيث يتطلب كل منزل وجود تمر بداخله اضافة الى ان بعض الاسر تفضل اخراج بعض صدقاتها من خلال توزيع التمر على الصائمين, مما يزيد الاقبال علينا, ويحقق لنا أرباحا جيدة, ويعوضنا عن الخسائر التي تعرضنا لها في السابق نتيجة ركود السوق, وقلة المتسوقين. واشار خليل عمر «موزع» إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع اسعار التمور مع بداية رمضان يعود لعملية احتكار التجار لكميات كبيرة من التمر, من خلال عملية تجفيف السوق حتى يكون هناك احتياج كبير من قبل المتسوقين ومن ثم يقومون برفع الاسعار بطريقة عشوائية ومرتفعه يكون ضحيتها المستهلك.