معالجة البطالة تتطلب فتح قنوات كثيرة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تنتظر التوظيف، ولا شك أن هذا الأمر محل اهتمام المسئولين، وإن كانت الحلول تسير ببطء ولا تتناسب مع الأرتال التي تسيطر على أسواق العمل من العمالة الوافدة والأعداد التي تترقب للعمل من السعوديين، إلا إن وضعت منهجية قابلة للتنفيذ، ووجدت رجالًا أوفياء لوطنهم ومجتمعهم يستشعرون جسامة نتائج البطالة ويعنون ما يقولون، تتحقق بحول الله وقوته الأهداف المرجوة. وبما أن العنصر النسائي جزء كبير من مشكلة البطالة، يجب أن تفتح قنوات عديدة لمعالجة هذه المشكلة تتناسب مع إمكانات المرأة وما أكثرها، ويتأتى ذلك بفتح مجال عمل للمرأة في الأجهزة الخدمية التي يحتاجها كل فرد رجالَا ونساءً، بالإضافة إلى ما تستقطبه بعض الوزارات، ولا سيما أن المرأة السعودية أثبتت جدارتها على مختلف الأعمال. ومن هذه الأجهزة الأمانات والبلديات التي خدماتها تشمل المرأة كما تشمل الرجل. وأول تجربة للاستفادة من العنصر النسائي في مراقبة الأسواق النسائية، والمشاغل النسائية ومحتوياتها، والمطاعم النسائية أيضا. وتسهيل إجراءات المراجعات واستقبال طلبات المنح للنساء، وإكمال إجراءاتها ومتابعتها مع المسئولين. بادرت بها أمانة منطقة المدينةالمنورة قبل عشرين عامًا بفتح قسم لمراقبات الأسواق وقسم للعلاقات العامة، وكانت نتيجة هذه الخطوة إيجابية، إلا أن الأعداد محدودة لا تتناسب مع جسامة العمل بسبب شح الوظائف، وبعد طرح أمين منطقة المدينةالمنورة السابق المهندس/عبد العزيز الحصين لهذه التجربة في أحد اجتماعات الأمانات الدورية منذ فترة طويلة، اقتبست الأمانات والبلديات هذه التجربة وطبقتها، ولكن على قدر يا موسى، ماعدا أمانة منطقة الرياض التي طبقت التجربة بتوسيع برامجها النسائية مما أوجد فرص عمل للمرأة حيث تم توظيف أكثر من ستمائة امرأة يقمن بأعمال كثيرة في الأمانة الأم والبلديات الفرعية، مما خفف العبء على الأقسام الرجالية وبسَط الإجراءات وسرَع الإنجاز للخدمة التي تحتاجها المرأة. فهل تطبق الأمانات والبلديات تجربة منطقة المدينةالمنورة أسوة بما قامت به أمانة منطقة الرياض باستقطاب العنصر النسائي لتوفير خدمة مطورة للمرأة في الأمانة وفروعها وساهمت في معالجة جزئية لمشكلة البطالة التي أصبحت هاجسًا لكل مسئول ومواطن. هل تسارع جميع الأجهزة الخدمية بتوسيع قنوات للاستفادة من المرأة بفتح أقسام نسائية تعنى بخدمة المرأة، وتساند الأقسام الرجالية لتقديم خدمة أفضل و إنجاز أسرع واستقطاب عدد كبير لمن يتطلعن بلهفة إلى بارقة أمل تحقق لهن وظائف تمكنهن للمشاركة في أعمال القطاع العام وليعشن حياة كريمة. [email protected]