كعادة السينما الأمريكية، تفرّعت عن رواية مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن إشكالية تطغى بإثارتها على القتل نفسه.. إنّها إشكالية الدفن في البحر، التي جعلت الكثيرين ينصرفون من الحديث عن القاعدة بعد أسامة، إلى أسرار الجثمان في عرض البحر! هكذا.. وبدلاً من المراجعات السياسية والأمنية -في ضوء غياب المطلوب الأول- سيظل العالم -خاصة الإسلامي منه- يتحدث عن “كرامة الميت”، وجواز الدفن في البحر، وهل تم تغسيل الجثمان قبل الإلقاء به في البحر؟.. وما إلى ذلك من أسئلة، واستفسارات، واجتهادات أخرى. على أن السؤال الكبير يظل قائمًا: لماذا تم الدفن -سواء في البحر، أو البر- بهذه السرعة الفائقة؟ وهل كان الأمريكيون يقذفون بملف أفغانستان، أم بملف الإرهاب، وهم يرمون بجثمان أسامة في البحر؟ أغلب الظن أن توقيت العملية يرتبط بعلاقة وثيقة بأوضاع أمريكية داخلية وخارجية. والحق أنها خطوة، أو عملية كبرى لتعويم أوباما من جديد، وتمكينه من مواصلة طريقه، بل والفوز بفترة رئاسية جديدة. وقد بلغ من الربط بين أوباما وبن لادن خلال الأيام والساعات الأخيرة أن تلعثم المتحدث باسم الحكومة الألمانية “شتيفن زايبرت”، فكتب على “تويتر” أن “أوباما” مسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء، وقد هزأ بقيم الإسلام، بل إن محطة (فوكس) الأمريكية الشهيرة كتبت تقول: “مقتل أوباما بن لادن”، ورغم تشابه الاسمين في الوقع الموسيقي “أوباما” و“أوساما”، فإن اكتشاف الخطأ سيتم بسرعة، بل ويُغتفر بصورة أسرع، على العكس فيما لو كان الخطأ، أو الخلط بين “بوش”، و“بن لادن”، ويقينًا لو أن مسؤولاً أوروبيًّا، أو محطة عالمية كتبت تقول: إن بوش مسؤول عن قتل آلاف الأبرياء، وهزأ بقيم الإسلام؛ لصدّق الناس، بل واقتنعوا تمامًا. [email protected]