كثير من الشخصيات التي أثرت الساحة -سواء إعلامية أو فنية أو أدبية- ونشأنا وهي تقدم إبداعات ومواهب متنوعة كانت تمتعنا بفنها وقدراتها غير العادية. ويمر الوقت والتاريخ ونتذكرهم من خلال الإطلاع والقراءة أو من خلال حضورهم في زمن كانوا فيه موجودين. ونذكر من هؤلاء وهم كثر مطلق مخلد الذيابي -رحمه الله- الذي كان مقدمًا للبرامج وشاعرًا وملحنًا ومؤديًا وكان صوته إذاعيًا جميلا بالإضافة إلى صوته في الغناء.. وكان في آخر أيامه رحمه الله يعمل في إذاعة جدة وكانت له كثير من البرامج التي يتابعها المستمع.. برغبة وانتظار، ومطلق الذيابي له ابن اسمه سعود الذيابي ويعمل حاليًا في الإذاعة كبير المذيعين وقد أخذ شيئًا من تميّز والده في الأداء والصوت. بقي أن نذكر لأستاذنا مطلق الذيابي لقب فني وهو «سمير الوادي» وهذا اسم ارتبط به كثيرًا ومن أشعاره المتعددة كان يكتب القصائد الغنائية فصيحة وباللهجة العامية. وكان كثير من الفنانين والشعراء من خارج المملكة يترددون على الإذاعة في جدة ومنهم محمد عبده الذي كان في بداية حياته الفنية زائرًا مستمرًا للإذاعة وتصادف مرة وجوده في الاذاعة بوجود محمد عبده وقدم له أول أغنية سُجلت إعلاميًا وكانت من إذاعة جدة.. وربما كانت أيضًا من ألحان سمير الوادي أو مطلق مخلد الذيابي وهي: سكبت دموع عيني الحناني على خل نساني ما درابي ما دعانا إلى تسليط الضوء على هؤلاء العمالقة هو أنهم مواهب وقدرات لن تتكرر ويندر حدوثها اليوم وهم بلاشك عناصر أبدعت وقدمت وضحت بوقتها في زمن صعب.. العوائق.. والمسالك.. ونقدمهم نماذج مضيئة وجميلة لهذا الجيل.. ووفاء وتقديرًا لتاريخهم الجميل وذكرى رائعة لهم. وكان هناك أيضًا فنانون مبدعون يكتبون الشعر ويرسمون اللوحة ويغنون.. المكان هنا لا يتسع لذكر الكثير هنا.. من قدموا إبداعات على مدى سنوات مضت لكن حتمًا سنقدمها في أسابيع مقبلة. لكن هنا يجب أن يعرف جيل اليوم أنهم لم يقدموا شيئًا ولو قليلا من إبداع هؤلاء.. ولو أن الكثير لا يملك صوتًا أو لغة مع أن المجاملات والواسطات في ذلك الزمن الذي مضى لم تكن موجودة وإنما المواهب والإبداع الحقيقي هو سيد الموقف والمكان والزمان.