الفيلم السويسري "تحليق" يصوّر قصة أبوين مسنّين لهما ابن يعاني من التوحد وقد بلغ سن الشباب وأصبحت خدمته عبئًا على أبويه لأنه يحتاج رعاية خاصة لا يستطيعان توفيرها له خاصة أنهم يعيشون في قرية على أطراف المدينة لذلك فإن الرعاية الصحية جاءت لنقله إلى إحدى دور الرعاية ليعيش فيها بينما أبواه يمكن أن يزوراه كلما سنحت الفرصة، تتعمّق المخرجة في نقل مشاعر وأحاسيس هذا الشاب الذي سوف يترك مكان نشأته ويتجه إلى مكان جديد وقد اهتم دائمًا بصور الطيور واقتنى صقرًا في مزرعة والديه وقد ارتبط بأشياء صغيرة مثل مجسمات طيور مختلفة وصور لها وهي جميعها ترمز إلى أن هذا الشاب سجين في ذاته بسبب المرض ويتوق للانطلاق والتحليق مثل الطيور التي أحبّها وهو لا يستطيع الانفصال عنها، تأتي أمه لإيقاظه بعد أن أعدّت له متعلقاته في شنطة تمهيدًا لانتقاله إلى دار الرعاية ولكنه يجلس بين والديه حزينًا لا يريد الذهاب وتحتضنه والدته وتحاول تشجيعه ويطلب منها أن يأخذ صقره في نزهة أخيرة بالغابة فتوافق الأم وتعطي له تليفونًا جوالًا تعلقه له في صدره وتطلب منه العودة إذا رن جرس الهاتف، يأخد الصقر ويتجه به إلى الغابة ويحاول أن يجعله ينطلق محلقًا بعيدًا ويتابعه إلى أن يصل إلى هاوية بالغابة محاولا الطيران مثل الصقر بينما مندوب دار الرعاية أتى لاصطحابه معه إلا أن الهاتف لا يرد ثم ينقطع الاتصال بينما يعود الطائر إلى المنزل وحيدًا، لقد حاول الشاب تقليد الطائر فسقط من الجبل في الوادي السحيق وبذلك انتهت معاناته بينما ترك حسرة وحزنًا في قلب أبويه المسنين. الفيلم سيناريو وإخراج نعيمة بشيري مغربية الأصل سويسرية الجنسية حائزة على جائزة في السيناريو عن فيلم "ولد في أغسطس". الفيلم مدته 18 دقيقة رومانسي يجسّد مشاعر الأبوة ويصوّر معاناة شاب مريض بالتوحد وقد مثل الدور باقتدار الممثل السويسري ماثيو زيمرمان.