مع التطور التقني وظهور أجيال من الهواتف الذكية والسيارات التي تتحرك وفقًا لخارطة وبرنامج معد سابقًا، ومع التصاميم الهائلة لأشكال المباني إنشائيًّا ومعماريًا وتطور هندسة الديكور يتحرك كل شيء نحو التجديد ومنها الفنون التي تتطور بتطور أدواتها، ونلاحظ ذلك جليًا في معظم الفنون البصرية من خلال المعارض المتجددة بأسمائها ونشاطها وأسلوب تنفيذ الأعمال. ولكي نقف على هذا الأمر نحاول التطرق لما نشاهد من الفن السينمائي (على سبيل المثال) الذي وصل للبعد الثالث في التصوير والإنتاج والعرض بعدما مر بعدة مراحل؛ بدأها باللقطات المتصلة من مكان ثابت، ثم العرض الصامت والمتحرك، وصولاً للألوان وتقنيات المونتاج، وكذلك الأمر نراه في المسرح بتقنياته المتطورة التي جلبت الأمطار والسيول والزلازل فوق خشبة المسرح، كل هذا يتواكب بالضرورة مع الفعل التشكيلي كفن من الفنون البصرية التي تتأثر بالتقنيات، حيث نشاهد الآن معارض تقام لفن الرسم في الفراغ والميديا والطباعة الرقمية، واختفاء بعض الفنون التي كانت لها صيتها وعشاقها والمهتمين بها، ومنها فن جميل ضمن الفنون التطبيقية، ويندرج تحت اسم «فن النسجيات»، مثل العمل على النول اليدوي والنصف آلي والآلي وأعمال المنتجات الأسرية من التريكو والكنافاه والكروشية التي لجأت لعمل منتديات ومجموعات للحفاظ على تلك الهوايات والفنون خوفًا من انقراضها، ويعود الأمر نفسه إلى عالم الصباغة والطباعة والحفر ومنها الرسم على الحرير والتلوين وصباغة الأقمشة (فن الباتيك) الذي يعتبر فنًا آسيويًا خالصًا ولكنه يتجدد بتجدد المكان، ونرى ذلك في القطع التي تنتج في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية فنًا يعتمد الرسم والطبع على القماش، ولكن يحتوي بعض الخصائص والقصص التي اهتم الفنان بإبرازها تحقيقًا للتميز. وفي عالمنا العربي يكاد يتلاشى ظل هذا الفن الذي يحتاج لصبر وجهد وينشر الجمال. لعلها دعوة لتتبنى مجموعة أو جماعة لفن الباتيك والحرص على وجوده ضمن أنشطة المعارض.. والله من وراء القصد.