تواصل القصف والحصار على مدينة حمص في وسط سوريا في ظل استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية التي أوقعت 11 قتيلا أمس في مناطق مختلفة، وذلك غداة إعلان المراقبين الدوليين تعليق عملهم في البلاد بسبب تصعيد العنف ومطالبة المعارضة السورية بحماية دولية مسلحة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنًا قتل في حي الخالدية في حمص الذي «لا يزال يشهد مع أحياء أخرى في المدينة سقوط قذائف وإطلاق نار من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء منذ أيام». وقال الناشط أبو بلال من حمص القديمة «القصف لم يتوقف علينا والحصار خانق». وأظهر شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت سحبًا كثيفة من الدخان ترتفع من حي جورة الشياح، فيما يؤكد صوت مسجل على الشريط أنها «منازل تحترق جراء القصف»، بينما يمكن في شريط فيديو آخر سماع أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الخالدية. وبدت الشوارع مقفرة في الحيين، وسط ركام ودمار كبير في الأبنية التي تحمل آثار فجوات كبيرة، إلى جانب سيارات محترقة أو محطمة في الطريق. ودارت اشتباكات عنيفة فجرًا، بحسب المرصد السوري، بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في بلدة المليحة في ريف دمشق. وقتل شخص في بلدة مسرابا في ريف العاصمة في إطلاق نار. من جهته، طالب «مجلس الأمن الدولي بالتدخل السريع لاتخاذ قرار وفق الفصل السابع (من ميثاق الأممالمتحدة) يسلح المراقبين ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم وتنفيذ مهمتهم بأمان ودقة، ويلزم النظام بوقف أعمال القتل والتنفيذ الفوري لخطة الموفد الدولي كوفي أنان». ويتيح الفصل السابع استخدام القوة لإلزام الأطراف المعنية بقرار دولي صادر تحت هذا الفصل، بتنفيذه. وكانت وزارة الخارجية السورية قد أعلنت تفهمها لقرار «التعليق المؤقت»، متهمة «المجموعات الإرهابية المسلحة» باستهداف المراقبين. ووصف البيت الأبيض أمس الأول الإعلان عن تعليق مهمة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا، بأنه «لحظة حرجة». وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن قرار تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين «يعيد النظر جديًا» في قدرة هذه البعثة على الاستمرار في عملها. واعتبر أن «تدهور الوضع تسببت به ممارسات نظام الأسد»، داعيًا في الوقت نفسه «المعارضة المسلحة في سوريا إلى التوقف عن العنف». من جهتها، دعت تركيا مجلس الأمن إلى اتخاذ «إجراء جديد» يحول دون «تفاقم المأساة الإنسانية» في سوريا. ويتوقع أن يكون الملف السوري حاضرًا في المحادثات التي ستجري على هامش قمة مجموعة العشرين التي تفتتح اليوم في المكسيك، لا سيما بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.