حين أبتلي هذا الوطن بطغمة فاسدة من أبنائه، متأثرين بأفكار خارجة عن الدين والشرع الحنيف، وعاملين على زعزعة أمن ورخاء بنيه، ظناً منهم أن ذلك هو الحق وأن البرهان تحقيقه، كان لابد للحزم أن يأخذ مجراه، وللقوة الأبوية أن تخرج من حُنوِّها، حفاظاً على الأنفس وبتراً للفساد، وهو ما تكفل به ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف رائد التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب، الذي شدد في أحاديث عديدة على أهمية أن تتضافر جميع الجهود في سبيل الحد من ذلك، فكان أن أعلن الجميع مساندتهم له والوقوف معه يداً واحدة ضد الإرهاب، حماية للوطن وأمنه، ودفاعاً عن مقدراته ومكتسباته. وكان أن تم بحمد الله وتوفيقه القضاء على كثير من الخلايا الإرهابية في مهدها، وتصحيح مسار الكثير من المُنخرطين في الأعمال الضالة بكل رفق وسهولة . وتلك هي أبرز ملامح التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب، التي اهتم ولي العهد الأمير نايف وفريق عمله بمتابعتها وتنفيذها على أكمل وجه، لتحظى بالعناية والاهتمام بعدئذ من قبل العديد من مراكز الدراسات الأمنية في العالم. وفي هذا الإطار فقد حرصت وزارة الداخلية بداية على فتح باب الحوار مع جميع المنخرطين في تلك الأعمال الإرهابية عبر قنوات الإعلام وفضاء الإنترنت، وبذلت بعد ذلك أقصى جهودها فكريا وإعلاميا ودعويا لإعادة تأهيل بعض المؤيدين للزمرة الفاسدة من الشباب المتحمس بجهل، بل وساهمت في إعادة تأهيل الكثير من المتشددين عبر برنامج علمي متكامل، اشترك في وضع أسسه وبناء تفاصيله متخصصون في النفس البشرية، وعلماء في الشريعة الإسلامية، ودعاة بارعون في كشف أبعاد القيم النبوية الأصيلة المرتكزة على المحبة والعفو، والتسامح واللين، والتواضع وتزكية النفس، وكان أن تحقق النجاح بحول الله وقوته مع كثير من أبنائنا، وهو ما أعلنه القائمون على الأمر خلال ندوات المؤتمر العالمي الذي نظمته المملكة لمكافحة الإرهاب، المتزامن مع الحملة الوطنية للتضامن ضد الإرهاب، التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في حينه. تأهيل الموقوفين وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله بعمل برنامج لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية ينقسم هذا البرنامج إلى فرعين، الأول مناصحة للموقوفين تحت التحقيق قبل أن يحاكموا، والثاني يعنى برعاية الموقوفين بعد قضاء المحكومية في مساكن خاصة، إذ تتاح فرص الزيارة وقضاء يوم كامل مع الموقوف، ويشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع. وقد أشاد بهذا البرنامج مجلس الأمن الدولي وذلك في عام 2007 حيث ثمّن الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين ودعا إلى تعميمها عالميًا والاستفادة منها. كما أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إطلع على جهود لجنة المناصحة وأشاد بما شاهده من جهود. كما أشادت كثير من المنظمات بهذه الجهود والتي نجحت في إعادة الكثير من المغرر بهم إلى دائرة الصواب. جهود سموه على الصعيد العربي و الدولي : عمل سموه على إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية و العدل العرب، وبذل الجهود ليجعل وزراء الداخلية أكثر التصاقاً بالمواطن و تحسس مشاكله و العمل على حلها . وواصل سموه تطوير رفع أداء رجال الأمن من خلال التدريب و التعليم المستمر . وقام سموه بالعمل الدؤوب على استئصال الجريمة و وقاية المجتمع من كل ما يهدد أمنه و سلامته حيث أصبحت المملكة أنموذجاً يحتذى به على مستوى العالم بفضل تطبيق الشريعة الإسلامية السمحة .