قال سماحة المفتي العام، رئيس هيئة كبار العماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ: إنه لا يمكن فصل الإيمان عن العمل، مؤكدًا أن العمل والإيمان توأمان، ولا انفصال لأي منهما عن الآخر، وتساءل سماحته أي إسلام لمن لا يصوم ولا يصلي ولا يحج، وأضاف: إن هناك من يطلقون دعاوى لفصل الإيمان عن العمل لا يعرفون حقيقة الإسلام، وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب، فصلاح القلب واستقامته بسبب الأعمال الصالحة، لابد من عمل صالح يبرهن على الإيمان الصادق، فالأعمال الصالحة لا تنحصر في شيء معين ولكنها تتسع لتشمل أعمال الإنسان كلها من أداء الصلاة في وقتها وفي المسجد، وصيام رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا والبر بالوالدين، وصلة الرحم وزيارتهم ومواساتهم، والإصلاح بين المتخاصمين، وتقريب وجهات النظر بين الناس، وإكرام اليتيم، والإحسان إليه، وبناء المساجد أو المشاركة في بنائها، وبناء المستشفيات لعلاج المرضى وتشييد مصنع للأمة، وكتابة الكلمة الصادقة، التي تنشر الفضيلة التي تساهم في بناء المجتمع المسلم، وأداء المسلم لمسؤوليته وعمله، والعمل الصالح الذي يخدم الأمة في دينها ودنياها. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحة المفتي العام بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم وخصصها للحديث عن العمل الصالح، وتناول فيها ماهية العمل الصالح وأنواعه وكيفية زيادته، وقال: إن الإيمان المتجرد من الأعمال الصالحة، وإن العمل الخالي من الإيمان وأركان الإسلام وواجبات الدين لن يفيد صاحبه شيئًا، وأنه متى تخلف العمل عن الإيمان يدل على ضعف الإيمان في القلب، وقال سماحته: إن العمل الصالح هو كل ما أمر الله به أن نفعله، وكل ما نهى الله على تركه واجتنابه، وتعرض سماحته إلى الأسباب التي تؤدي للعمل الصالح منها الإيمان والتوحيد والبعد عن الشرك قليله وكثيره، والإخلاص في العمل وأن يكون لوجه الله ظاهره وباطنه، واتباع طريق ونهج وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والبعد عن البدع والضلالات، وطيب المأكل والمشرب والبعد عن المال الحرام، والخبائث، وصيانة اللسان . وحذر سماحته من الأكل الحرام أوالغش والخيانه أو بيع المحرمات، والاستقامة على الطاعة والاطمئنان إليها، والاعتدال والوسطية، والإكثار من الدعاء إلى الله والتضرع إليه والبعد عن العجب والكبر، والحياة الهادئة السعيدة والمودة والحب والرحمة والتراحم.