تعدّدت طرق الحج قديمًا إلى مكةالمكرمة فكلّ اتجاه له طرق أو طريق عُرِف به، ومن تلك الطرق طريقان هامان جدًا تربط العراق بمكةالمكرمة وهما طريق الحاج البصري (نسبة إلى البصرة) من البصرة إلى مكة وطريق زبيدة من الكوفة إلى مكةالمكرمة و توجد على مسافات محددة محطات تحوّل بعضها إلى مدن أو قرى صغيرة يرتاح بها الحجاج، وعند دراسة أي موقع من مواقع طرق الحج والتجارة قديمًا يجد الدارس توفر بقايا معمارية مثل بقايا المنازل السكنية أو بقايا القصور أو بقايا القلاع والحصون والأسواق والخنادق، كما يجد آثار الآبار والبرك والأحواض والخزانات والقنوات وما تبقى من آثار المحطات كثيرة ومتعددة ولاسيما على طريق زبيدة ومن تلك المحطات زرود. وهي عبارة عن بقايا إحدى المحطات الرئيسية على درب زبيدة تقع حاليًا إلى الشمال الشرقي من مدينة حائل وتتكون من مجموعة من الوحدات المعمارية المندثرة , منها بقايا قصر كبير مربع الشكل وبالقرب منه توجد آثار قلعة مستطيلة الشكل مبنية من الحجر والجص, وإلى الجنوب الغربي من القلعة توجد بقايا بركة مستطيلة الشكل و تظهر بزرود حدود مسار طريق درب زبيدة واضحة على شكل جدارين متوازيين وتسمى أطلال زرود حاليًا وسيط الشرقي، وكم أثارت زرود المشاعر والحنين إلى المدينةالمنورةومكةالمكرمة، وتُذْكَرُ زرود من قبل شعراء بعضهم لم يمر بها وإنما هي رمزٌ من رموز الحب ومع بُعدها عن طيبة ومكة إلا أن الشاعر يحسُّ بأنه اقترب منهما فيكررها مع محطات أخرى مثل العذيب، مع أن العذيب بالحجر لكنّ حب المواقع يذكّرُ بعضه بعضًا، اقرأوا الأبيات التالية مرة بعد مرة ستجدون عمق حب الوطن: رِفَاقِي الظَّاعِنِينَ مَتَى الوُرُودُ وذَيَّاكَ العذَيْبُ وَذَا زَرُودُ فعُوجوا بي على آثارِ لَيلَى فما يَدْرِي الغريبُ مَتَى يَعودُ وزوروا شَعْبَهَا فَعَلَى فؤادِي وقلبِي منْ نسيِّمِهِ برودُ رفَاقِي الظَّاعنينَ ترفَّقوا بِي فقَلْبِي في هَوَى ليلَى عَمِيدُ أعيدُوا لي الحديثَ بذِكْر لَيْلَى أعِيدُوهُ فدَيْتُكُمْ أعِيْدُوا