المملكة ترأس أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    الأخضر يبدأ استعداده لمواجهة اليمن ضمن خليجي 26    اختتام أعمال منتدى المدينة للاستثمار    النفط يتراجع بسبب مخاوف زيادة المعروض وارتفاع الدولار    السعودية تنظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني فبرايل المقبل    لاجئو السودان يفرون للأسوأ    الجامعة العربية تعلن تجهيز 10 أطنان من الأدوية إلى فلسطين    تطوير واجهة الخبر البحرية    أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    إصدار النسخة الأولى من السجل الوطني للتميز المدرسي    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    مشروعات علمية ل480 طالبا وطالبة    "كايسيد" يعزز من شراكاته الدولية في أوروبا    جيش الاحتلال ينتهك قواعد الحرب في غزة.. هل يُفشل نتنياهو جهود الوسطاء بالوصول إلى هدنة ؟    «مستشفى دلّه النخيل» يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    "الشركة السعودية للكهرباء توضح خطوات توثيق عداد الكهرباء عبر تطبيقها الإلكتروني"    د.المنجد: متوسط حالات "الإيدز" في المملكة 11 ألف حالة حتى نهاية عام 2023م    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بالكويت يزور مركز العمليات الأمنية في الرياض    فعاليات يوم اللغة العربية في إثراء تجذب 20 ألف زائر    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    لا تكتسب بالزواج.. تعديلات جديدة في قانون الجنسية الكويتية    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين يغادرون لمكة لأداء مناسك العمرة    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    إن لم تكن معي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    لمحات من حروب الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدينة المنورة مركز اقتصادي و ثقافي عالمي على مر العصور
نشر في البلاد يوم 15 - 12 - 2008

اشتهرت المدينة المنورة قديما بأهميتها التجارية في الجزيرة العربية فهي مركز لطرق التجارة القديمة وطريق الحج والسكة الحديد فالتجار عبر العصور كانوا يرتبطون بالشام واليمن تجاريا وكانت المدينة المنورة يثرب قبل الإسلام أحد أهم المراكز التي تلتقي فيها طرق التجارة نظرا لوفرة الموارد المائية وخصوبة الأرض في هذا الموضع ، وتميزها بالحصانة الطبيعية التي جذبت أصحاب رؤوس الأموال والتجارة إليها في ذلك الوقت مما ساعد على نموها وتطورها على هذا الطريق مما وسع دائرة نفوذها واتصالها بالعالم الخارجي ، حيث الطرق هي التي تصنع المدن ، ونتيجة للأهمية الإستراتيجية التي استحوذ عليها هذا الطريق في عالم التجارة في عصور ما قبل الإسلام ، أصبحت المدينة المنورة مركزاً اقتصادياً هاماً تتوفر فيه وسائل الراحة والأمان التي كان ينشدها تجار ذلك الزمان .
وطرق التجارة القديمة إلى الشام كثيرة وكان منها الطريق الذي يمر بالعلا والحجر مدائن صالح وطريق أخر يمر بمحاذاة الساحل يتجه إلى سيناء وغزة ومصر كما تتصل المدينة المنورة قبل الإسلام وبعده بطريق تجاري تربطها بالعراق والخليج العربي بالإضافة إلى الطريق الذي يربطها بمكة المكرمة عبر السهول الساحلية أو المناطق الجبلية والحرار وهناك طريق يربطها باليمامة وعلى هذه الطرق نجد حتى اليوم آثارا قديمة من كتابات ونقوش ورسوم صخرية ورسوم للبادية بالإضافة إلى المنشآت القديمة من مبان ومدن أطلالها لا تزال مشاهدة.
وفي العصر الإسلامي تحولت أهمية موقعها من محطة تجارية على الطريق القديم إلى عاصمة سياسية ودينية لدولة مترامية الأطراف تمتد من بلاد فارس شرقاً حتى مصر غرباً واستمر ذلك حتى نهاية العهد الراشدي ، ثم أخذت بالانحسار والعزلة عندما أخذت المدينة المنورة تفقد وظائفها السياسية والعسكرية والاقتصادية نتيجة انتقال العاصمة منها إلى الكوفة أولاً ثم دمشق وبغداد ثانياً.
وعادت طيبة الطيبة تمارس وظيفتها القديمة محطة تجارية إلى جانب الوظيفة الدينية الأزلية لكونها البقعة المقدسة التي تشد لها الرحال من قبل المسلمين لزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتم وتطوير الطرق القديمة وازدادت شهرتها كما ظهرت طرق جديدة أكثر تطورا مثل طريق الحج القادم من البصرة والطريق القادم من الكوفة الذي اشتهر باسم درب زبيدة نسبة إلى زبيدة بنت جعفر زوج الخليفة هارون الرشيد وآثار طرق الحج باقية ومشاهدة للعيان حتى وقتنا الحاضر وتتمثل في الآبار والبرك والسدود والمحطات والأعلام والأميال إضافة إلى آثار رصف الطرق وتمهيدها في المناطق الصحراوية والسهلية والحرار والجبال وتنتشر على امتداد هذه الطرق الكتابات الإسلامية المنقورة على الصخور حيث توضح أكبر دليل على نهضة المسلمين في هندسة الطرق وإقامة المنشآت عليها وبهذه الشبكة من الطرق ربطت المدينة المنورة جنوب الجزيرة العربية بشمالها وشرقها وغربها.
وأبرز تقرير رصدته وكالة الأنباء السعودية عن المدينة المنورة كمركز محوري للتجارة قديما حيث كان أبرزها خط السكة الحديدية الحجاز - المدينة المنورة الذي أنشأ تقريبا على نفس درب الحج القديم وقد بدأ العمل فيه عام 1317 ه - 1899م وتم افتتاحه عام 1326ه - 1908م وتوقف الخط في نهاية الحرب العالمية الأولى عام1336ه - 1918م ويوضح خط سكة حديد الحجاز محطات درب الحج ومحطات خط السكة الحديد من العصر الإسلامي والحديث وذلك من أقصى الحدود الشمالية للمنطقة حتى المحطة النهائية للسكة الحديدية بالمدينة المنورة.
وتميز خط سكة حديد الحجاز بالمرور على بعض المواقع الأثرية من أبرزها موقع البريكة والذي يقع على درب الحج بوادي وصول شمال مدينة العلا بنحو100 كيلومتر حيث يشمل الموقع على بركة قديمة هدم جزء منها بالإضافة إلى جدار تحويل الماء للبركة وقلعة صغيرة هدم جزء منها أيضا كما عثر على بعض قطع الفخار الإسلامي وكذلك محطة الدار الحمراء التي تقع بمحاذاة البريكة وتحتوي على مبنى استراحة السكة الحديد التي بنيت بالحجر في عام 1326ه وتحيط به ثلاث مباني وبعض الجدران كما يوجد بعض المباني على مسافة 5 كيلو متر جنوب شرق المحطة.
أما محطة المطلع فتقع جنوب شرق محطة دار الحمراء بحوالي 24 كيلومتر وتشتمل على مبنى استراحة السكة الحديد وهو مشيد بالحجر المشذب في عام 1325ه إضافة إلى ثلاث مباني جنوب الاستراحة وبعض المباني المشيدة بالأحجار فوق جبل وعلى مسافة نحو10 كيلومترات شمال شرق المحطة.
أما محطة أبو طاقة فتقع جنوب محطة المطلع بنحو 19 كيلومتر على فرع وادي الحمضة ويحتوي الموقع على مبنى استراحة السكة الحديد ومشيد بالحجر المشذب في عام 1325ه كما يوجد حولها بعض المباني.
ومحطة مبرك الناقة تقع جنوب محطة أبو طاقة بنحو 16 كيلومتر ويحتوي الموقع على مبنى استراحة السكة الحديد من الحجر المشذب كما توجد بعض الجدران جنوب المبنى.
ومن المواقع الأثرية كذلك محطة مدائن صالح وتقع شمال شرق العلا بنحو 25 كيلومتر وهي من محطات درب حجاج الشام الكبيرة وإحدى محطات السكة الحديد الرئيسة وتحتوي على قلعة إسلامية قديمة في وسطها بئر الناقة كما توجد بركة قديمة وخمسة آبار مطوية بالأحجار كما تحتوي على ستة عشر مبنى من مباني السكة الحديد والتي بنيت بالحجر المشذب أما محطة العذيب فتقع جنوب محطة مدائن صالح بنحو 9 كيلومترات بوادي العذيب والمبنى من الحجر المشذب كما يوجد مبنى بالحجر فوق جبل على مسافة 2 كيلومتر شمال العذيب يعرف بموقع قويع الترك ومن المواقع كذلك محطة العلا وتقع بوادي القرى بمدينة العلا وهي إحدى المحطات الكبيرة على درب الحج الشامي وإحدى محطات السكة الحديد ويحتوي الموقع على مدينة كبيرة قديمة محاطة بجدار شمال المدينة عبر الوادي ويوجد بها عدة قنوات تمتد إلى عكمة حيث عيون الماء كما توجد قلعة وبها قبر موسى بن نصير فوق جبل مرتفع يتوسط البلدة القديمة حي الديرة بالعلا ومحطة البدائع وتقع جنوب شرق العلا بنحو 16 كيلومتر وتشتمل على أطلال مدينة إسلامية وبها بعض البقايا المعمارية وتنتشر بها بعض قطع الفخار الإسلامي المبكر والتي ترجع إلى القرن الثالث والرابع الهجري بالإضافة إلى بعض القطع الإسلامية الفخارية والزجاجية المتأخرة كما يقع بالجنوب الشرقي منها محطتي مشهد وسهل مطران.
ومن بين محطات السكة الحديد محطة زمرد والتي تقع جنوب شرق سهل المطران بنحو20 كيلومتر ويوجد شمال شرق المحطة بنحو 4 كيلومترات قلعة مربعة يتوسطها فناء مكشوف بعد بئر مستطيل المقطع تعرف بقلعة زمرد ويوجد بئر شمال القلعة بنحو20 مترا وقطره 6 أمتار وعمقه نحو 11 مترا كما توجد بركة تقع جنوب شرق القلعة بنحو 3.5 كيلومترات وهي مستطيلة الشكل ومحطة هدية تقع إلى الجنوب الشرقي من محطة المدرج بنحو 20 كيلو مترا كما يوجد في شرق المحطة بنحو 3 كيلو متر قلعة أثرية دائرية الشكل وأخرى مهدمة ومربعة الشكل كما تقع 6 محطات صغيرة أخرى في اتجاه الجنوب الشرقي حتى المحطة النهائية بالمدينة المنورة وهي عبارة عن محطات قطار قديمة مشيدة من حجارة سوداء ضخمة وينتهي خط سكة حديد الحجاز بمحطة المدينة المنورة وهي إحدى المحطات الرئيسة وتشتمل على مجموعة مباني متهدمة من الحجر الأسود بطول حوالي600 متر وعرض حوالي 400 متر كما يوجد بالمدينة المنورة 6 محطات أخرى صغيرة وهي مخيط وحفيرة وبواط وبوير واسطبل عنتر وأبو النعم وتقع تقريبا على مسافات متساوية تبعد عن بعضها كل20 كيلومترا.
ومنذ أوائل النصف الثاني من القرن العشرين بدأت المدينة المنورة في العهد السعودي عصراً من النمو والازدهار والتطور ، إلا أن هذا لا يمكن رده إلى تطور أهمية الموقع الجغرافي ، بقدر ما يرد إلى التوظيفات المالية الضخمة لمشاريع تنمية المدينة وذلك بسبب تطور إنتاج البترول والذي انعكست إيراداته المالية على خطط التنمية في جميع أنحاء المملكة .
وكان لموقع المدينة المنورة وتوسطها الإقليم الغربي من المملكة والذي تميز منذ أقدم العصور بتركز التجمعات السكانية فيه وفي مقدمتها المدينة المنورة التي تشكل مع مكة المكرمة إقليماً من أكثر أقاليم المملكة سكاناً ، بسبب مركزهما الديني الذي جعلهما منطقة جذب للسكان داخلياً وخارجياً ، فأصبحت المدينة المنورة إحدى أكبر المدن السعودية النصف مليونية التي يزيد عدد سكانها عن 600 ألف نسمة وجدة 1.5 مليون ونصف مليون نسمة والرياض 1.6 مليون وستمائة ألف نسمة وهذا يعني أن المدينة يسكنها حوالي واحد على ستة من جملة سكان هذه المدن وأقل من 5 بالمئة من سكان المملكة البالغين 14 مليون نسمة عام 1992م.
ومارست المدينة المنورة وظيفة المركز الثقافي العالمي منذ صدر الإسلام ، حيث كون المسجد النبوي ما يمكن تسميته أول جامعة إسلامية يأتيها المفكرون والعلماء ويسعى إليها المتعلمون ، وما زالت تمارس هذه الوظيفة في عصرنا الحاضر من خلال المسجد النبوي وثلاث جامعات هي : (الجامعة الإسلامية ، وفرعان لجامعة الملك عبد العزيز ، وجامعة الإمام محمد بن سعود ، وكليات التربية التابعة لوزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات) ، ولا ينافسها في ذلك سوى مدن الرياض وجدة ومكة ، الأمر الذي أوصلها إلى مكانة كبيرة بين مدن المملكة .
وفي تطور لاحق يجري العمل حاليا على إنشاء مدينة المعرفة الإقتصادية في رحاب المدينة المنورة وهي واحدة من بين عدد من المدن الاقتصادية التي تشرف عليها الهيئة العامة للإستثمار .
وتعد مدينة المعرفة الإقتصادية منارة علم ومعلماً حضارياً لخدمة سكان المدينة المنورة وزوارها وصرحاً وطنياً وعالمياًً للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية لشمولية المشروع على عناصر رئيسة تشمل مجمع طيبة للتقنية والاقتصاد المعرفي وكلية تقنية وإدارية ومنتزه أرض السيرة ومجمعٌ للدراسات الطبية والعلوم الحيوية والخدمات الصحية ومركزٌ متكاملٌ للأعمال ومناطق سكنية .
كما تشمل المدينة عمائر وفلل وشقق فندقية ومحطة للمسافرين عبر قطارات السكة الحديدية والطرق البرية ومجمعات تجارية تقدم أحدث خدمات التسويق ومسجد الملك عبد العزيز حيث صُممت مدينة المعرفة الاقتصادية لتعكس نمط العمارة الإسلامية التقليدي للمدينة المنورة ولتُعطي المشروع طابعاً فريداً يعكس روح المدينة وعبق تراثها كما روعي في تصميم المدينة تلبية احتياجات الزوار والسكان ضمن منطقة واحدة متكاملة الخدمات شاسعة المساحات تربط عناصرها وسائل مواصلات عصرية وتخدمها بنية تحتية مدعمة بشبكة اتصالات متطورة.
ويعنى مجمع طيبة للتقنية والاقتصاد المعرفي ( حديقة للتقنية ) بتطوير التقنيات الحديثة مستمدة تميزها من موقعها في المدينة المنورة وتركز على تلبية الاحتياجات التقنية للعالم الإسلامي حيث يتكون المجمع من منظومة من المباني الذكية والخدمات المساندة التي تتكامل مع باقي الكليات والمعاهد التقنية في المشروع لتوفر بيئة تقنية محفزة للعديد من الأنشطة ومنها برامج تعليمية تفاعلية للتعريف بحضارة الإسلام وإسهامات المسلمين وإيجاد حلول إسلامية للتعامل مع مستجدات الأوضاع المعاصرة مثل الجامعة المفتوحة وفتاوى عبر الإنترنت ومنتجات مصرفية إسلامية إضافة إلى برامج تثقيفية إذاعية وتلفزيونية موجهة إلى مختلف الأعمار وبلغات حية مختارة ودراسات متخصصة موجهة للثقافات الأخرى بأسلوب خطابي متوافق مع تلك المجتمعات ومراكز تفكير إستراتيجي تقوم بتطوير دراسات ورؤى مستقبلية لإحياء وتطوير الفكر والحضارة الإسلامية .
وتركز حديقة التقنية على عدد من المجالات الحكومة الإلكترونية وتقنيات المعرفة الرقمية وتقنيات التعليم عن بعد وتقنيات اللغة العربية وتقنيات السياحة الدينية الحج والعمرة والزيارة مما سيتيح النمو المضطرد في عدد الزوار وفرصاً يمكن للتقنية أن تقدم حلولاً لها وتشمل التطبيقات إدارة الحشود وأنظمة المعلومات وتقنيات الاتصال الذكية وتقنيات المواصلات.
ويهدف منتزه أرض السيرة بمدينة المعرفة إلى إتاحة الفرصة للزائرين من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية القيام برحلة تاريخية تبدأ بقصة تسلسل الرسالات السماوية للتجول على قصص الأنبياء والسيرة النبوية الشريفة ومراحل تطور الحضارة الإسلامية مروراً بيومنا الحاضر وعبوراً إلى تصور حول مستقبل الشعوب الإسلامية في ظل معطيات هذا العصر .
وتركز الرحلة على مكانة وموقع المدينة المنورة وتاريخ الأحداث والمواقع التي واكبت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى وفاته بحيث تنتهي الرحلة وقد حصل الزائر على تاريخ الحضارات الإسلامية وأهمية المراحل التي مرت بها وتفصيل سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
ويتكون المنتزه من أربعة أجنحة موزعة على حدائق تعبر عن طبيعة المدينة المنورة الطبيعية في الوقت الذي يبرز فيه الطراز الإسلامي لهذه الحدائق. ويشمل جناح تسلسل الرسالات السماوية قصة بداية الخلق وقصص الأنبياء والرسل عليهم السلام ويختتم برسالة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فيما يحكي جناح الإسلام ظاهرة عالمية قصة انتشار الإسلام في مختلف مناطق العالم مصحوبة بالمظاهر الحضارية والدينية والمعمارية لهذه المناطق ويسرد جناح العلوم والتقنية قصة تطور العلوم والتقنية ودور علماء المسلمين في نقل وتطوير هذه العلوم ويوضح دور المعرفة كعنصر هام من عناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية.
المواقع الأثرية والمعالم التاريخية
يحرص الحجاج القادمون من خارج المملكة العربية السعودية على زيارة المدينة المنورة , ويفضل البعض منهم زيارتها فور قدومهم للأراضي المقدسة فيما يفضل البعض الاخر بعد الانتها من مناسك الحج وذلك للسلام على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه, والصلاة في مسجد رسول الله عليه السلام حيث الصلاة فيه بألف صلاة عن سواه من المساجد عدا المسجد الحرام .
وتقع المدينة المنورة وسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية وترتفع عن سطح البحر حوالي 625 مترا تقريبا وتبعد عن مكة المكرمة 430 كيلو متر شمالا , كما تبعد عن شاطئ البحر بخط مستقيم 150 كيلو مترا وأقرب الموانئ منها ميناء ينبع البحر الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها ويبعد عنها 220 كيلو متر فيما تبعد عن عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض980 كيلو مترا.
وحدد ت أمانة منطقة المدينة المنورة في مخطط لها المنطقة العمرانية بالمدينة المنورة ضمن ثلاث دوائر متوالية وغير منتظمة ويبلغ قطرها في أقصى اتساعها30 كيلو متر تقريبا وهذا يعني أن المساحة النظرية للمدينة المنورة تبلغ 589 كيلو مترا مربعا تقريبا منها 293 كيلو مترا مربعا تشغلها مناطق العمران وتمتد فيها الأحياء والبقية 296 كيلو مترا مربعا تشغلها الجبال والأودية ومجاري السيول والمقابر والحدائق العامة وشبكة الطرق السريعة والخدمات الاخرى.
وبين التقرير أن منطقة المدينة المنورة تتميز بآثارها الموغلة في القدم ومعالمها التاريخية والعمرانية المتنوعة وقد أكسبها موقعها الجغرافي عبر القرون أهمية خاصة حيث تسلكها طرق التجارة والحج إضافة إلى أنها منطقة جذب للاستقرار البشري بسبب توفر المراعي والواحات والسهول الساحلية والمواد الطبيعية وعلى وجه الخصوص المعادن الثمينة وبالتحديد مناجم الذهب والفضة والنحاس .
وإذا كانت منطقة المدينة المنورة ذات شهرة ما قبل الإسلام بسبب نشوء مدينة يثرب وهجرات القبائل إليها فقد زادت شهرتها بعد الهجرة النبوية الشريفة وأصبحت طيبة الطيبة أوالمدينة المنورة منطلق الدعوة للدين الإسلامي الحنيف وعاصمة الخلافة الإسلامية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.