أدّى التخوّف من تراجع مخزون الأسمنت في المدينةالمنورة إلى أحجام عدد من التجار عن بيع ما لديها من أسمنت تحسبًا لارتفاع الأسعار، حيث أكد عاملون في سوق الأسمنت أن أصحاب هذه المستودعات أصدروا أوامرهم لهم بعدم البيع. وفي جولة على سوق الأسمنت التقطت عدسة «المدينة» كميات لا بأس بها من أكياس الأسمنت داخل مستودعات بعض التجار؛ ممّا يؤكد أن أزمة الأسمنت الحالية مفتعلة الهدف من رائها تحقيق مكاسب مالية لإيهام الأهالي بوجود أزمة بعد أن وصل سعر الكيس الواحد 17 إلى ريالاً. وأكد أحد هؤلاء العاملين -رفض الإفصاح عن اسمه- أن مستودعاتهم لديها كميه كافية من الأسمنت، ولكن رب العمل -حسب وصفه- أمرهم بعدم بيعه؛ بحجة انه هناك تراجعًا في المخزون، وأن السوق ينتظر ارتفاع الأسعار. وبينما رفض الكثيرون من العاملين في محال بيع الأسمنت الحديث عن أسباب زعمهم بشح الأسمنت وعدم توفره أفصحت الصورة عكس ما يزعمون، وأن السوق مازال لديه الكميات الكافية لتغطية حاجة البناء. في البداية أوضح المواطن يوسف نظير أن أزمة الأسمنت عادت مجددًا، وذلك لأننا لم نعد نجده بالسهولة ذاتها قبل أيام قليلة، مؤكدًا أسعار السوق السوداء بدأت تظهر من جديد؛ ممّا يؤكد أننا على بوادر أزمة جديدة، خاصة أنني زلت أبحث عن كمية كافية من الأسمنت، ولكني لم أجد. ويشارك عبدالإله محمود بالقول بأنه قام بتسليف أحد أقاربه عددًا من أكياس الأسمنت ليستطيع مواصلة البناء في مسكنة الجديد، بعدما بحث عنه ولم يجده. لافتًا أنه اضطر للتوقف عن البناء بسبب أزمة الطوب الأحمر، مؤكدًا أن الأزمات المفتعلة في مواد البناء أصبحت مرهقة ومتعبة في ظل تراجع الرقابة الأسمنت الذي ندر وجوده حسب مزاعم بعض التجار يباع بكميات محدودة بما لا يتجاوز كيسين يصل سعر الكيس الواحد إلى 17 كما أن محلات بيع مواد البناء التي ادّعت خلو مستودعاتها من الأسمنت لازالت تبيع الأسمنت بالكيلو في حين أن البعض الآخر رفض البيع بحجة عدم وجودة على الرغم من أن المخزن المفتوح على محل البيع يظهر من خلاله وجود عدد لا باس به من أكياس الأسمنت. من جانبها حاولت «المدينة « الاتصال بمدير عام فرع وزارة التجارة والصناعة بالمدينةالمنورة خالد قمقمجي للوقوف على الوضع ومعرفة الإجراءات التي يبذلها الفرع لحل الأزمة، ولكن لم يتسن لها ذلك لعدم رده على الاتصالات المتتالية والرسائل المتكررة.