قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) الكثير من الناس يعرف فضل الله عز وجل عليه ويدرك النعم العديدة التي لا تعد ولا تحصى التي أنعم بها عليه وأولها نعمة (الوجود) من العدم، ونعمة الإسلام، لكن الأغلبية لا يؤدي شكر نعم الله عليه كما يجب، فنعمة اللسان والنطق والكلام التي ميّزك الله بها عن المخلوقات ليس من شكرها أن تغتاب الآخرين وتنال منهم وتنقل البذيء والفاحش من القول، وليس شكر نعمة السمع أن تترك المجال مفتوحًا لسماع ما لا يحل من الفجور، نعم أغلبنا يقول (الحمد لله) لكن أين الالتزام، يقول تعالى: (وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) أي اشكروا لي بالطاعة ولا تكفروني بالمعصية فإن من أطاع الله فقد شكره ومن عصاه فقد كفر نعمته ولم يقم بشكرها، القول وحده لا يكفي ما لم يكن العمل قرينه، كلنا نقرأ: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).. الله عز وجل يطلب من عباده أن يعبدوه بالدعاء، وهذا فضل كبير من الله عز وجل على عباده، فما أعظمها من نعمة أن يطلب منك خالقك أن تدعوه وتطلبه، والدعاء عبادة عظيمة وتقرب من الله عز وجل وخضوع إليه، ومن (عظيم التقصير) أن نتركه ولا نلجأ إليه إلا عند الشدة والمرض أو المصيبة، فالإنسان ضعيف فقير محتاج إلى ربه في الرخاء وفي الشدة وفي كل وقت وفي أي حال، لذلك حري به أن يتمسك بالعبادة ويلتزم الفضائل ويتحلى بالتعامل ويقرن القول بالعمل ويصفي قلبه من الحقد والكراهية ويسمو بنفسه عن الزلات ويبتعد عن المظهرية و(الرياء) الذي لا يجني منه شيئًا، فالإسلام تعامل وسمو ورقي بالنفس الإنسانية يجب أن نمتثله قولًا وعملًا. علي عويلي الرحيلي - السدارة