بحياء العلماء ، قال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي بن عباس حكمي إنه لم يكن يفضل الحديث عن نفسه انطلاقا من قوله تعالى : (ولا تزكوا أنفسكم) ولكن من باب توجيه النصح للجيل الجديد تحدث عن ظروف رحلته العلمية ،وقال : « بداية طلبي للعلم الشرعي كانت بتوجيه من الوالد رحمه الله تعالى، لأننا كنا في الصغر لا نميز الطريق الذي ينبغي سلوكه لطلب العلم، وإنما نحتاج إلى التوجيه، وأن يختار لنا أهل العلم والخبرة الطريق المناسب.» وبين الحكمي أن استشعر عظمة علم الشريعة منذ الصغر، كونه أفضل العلوم وأنفعها لمن وفقه الله فيه ،وان ذلك كان من الأسباب التي ساعدته على طلب العلم إضافة لتأثير البيئة الاجتماعية في منطقتنا جيزان يومئذ، فقد كان لدعوة الشيخ عبد الله القرعاوي _رحمه الله_ أثر عظيم في توجه كثير من الآباء إلى تعليم أبنائهم علوم الشريعة، وتوجه الأبناء أنفسهم إلى ذلك اقتداء بمن بلغ في ذلك العلم شأوا بعيداَ أمثال العلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي _رحمه الله_». وعن الصعوبات التي واجهته في تحصيل العلم النافع ، قال: « بالتأكيد واجهتني صعوبات ولعلها واجهت أمثالي يومئذ .. فقد عشنا في منطقة كسائر مناطق المملكة البعيدة عن المراكز الرئيسية للعلم والعلماء، أمثال مكةالمكرمة والمدينة المنورة والعاصمة الرياض فكانت الكتب التي نريدها نادرة الوجود، والمكتبات العامة مفقودة، والقدرة على شراء ما نريد من الكتب تكاد تكون معدومة، هذا فضلاً عن ضعف القدرة على التنقل حتى داخل المنطقة، فقد كنت أحياناً أقطع مسافة مائة كيلو متر تقريباً مشياً على الأقدام ذهاباً إلى صامطة مقر المعهد الذي ندرس فيه، ومثلها في العودة إلى بلدة مزهرة «. وأضاف :» وقد تغلبنا على هذه المصاعب بحمد الله، واستطعنا الاستفادة من الكتب والمراجع التي كانت بحوزة بعض أساتذتنا وبعض من هم أكبر سناً منا من الطلبة، و كنا نقتطع جزءاً من مكافأتنا المحدودة لشراء ما يمكن شراؤه وبالمراسلة من خارج المنطقة ،وكان وصول الكتب يأخذ وقتاً طويلاً».