عندما التحق جيلنا في بداية التسعينيات الهجرية بكلية الشريعة بالبلد الحرام.. -جامعة أم القرى لاحقا- كان المسجد الحرام يحفل بحلقات العلم الشرعية منها واللغوية - وحظي جيلنا بالجلوس إلى علماء من أمثال أصحاب الفضيلة: حسن المشاط، ومحمد أمين كتبي، وعبدالله بن حميد، ومحمد نور سيف، وعبدالله بن دهيش، ومحمد علوي المالكي، ومحمد بن سبيل، وعبدالله اللحجي، واسماعيل الزين، وعبدالله دردوم، كما حظينا بتلقي العلم في قسم اللغة العربية -آنذاك- على يدي علماء وأساتذة: من أمثال الدكاترة والمشايخ عبدالوهاب أبوسليمان، وحسن باجودة، ومصطفى عبدالواحد، ومحمود زيني، وعمر الطيب الساسي، وناصر الرشيد، وعلي بكر الكنوي، وجميل ظفر، وصالح بدوي، ولطفي عبدالبديع، وكمال أبوالنجا، وعبدالبصير حسين، وخليل عساكر، وراشد الراجح، وعبدالصبور مرزوق، ولم أكن لأعلم بوفاة هذا الأخير هو ورديفه -عبدالبصير- إلا من أستاذي الدكتور مصطفى عبدالواحد، ولقد ابلى هذا الجيل في جامعة أم القرى بلاء حسناً فهم الذين وضعوا اللبنات الحديثة للتدريس في قسم اللغة العربية بالجامعة الأم -جامعة أم القرى- وبعضهم ترك ثروة علمية كبيرة ولا يزال قادراً على العطاء العلمي. سبق أن تحدثت مع زميل النشأة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم معالي الدكتور وليد أبوالفرج مدير جامعة أم القرى عن ضرورة إعادة السنة الحسنة التي ابتدأها معالي الدكتور سهيل قاضي وتبعه فيها معالي الدكتور ناصر الصالح وهو تكريم الشخصيات العلمية والفكرية في البلد الحرام، وكانت آخر مناسبة حضرتها قبل سنوات هي تكريم الأستاذ صالح جمال وكنت أتطلع أن يلحق ذلك تكريم أخيه أستاذنا المفكر الإسلامي أحمد جمال، ولكن البرنامج توقف، ولعل الأمل يحدوني في أن يستأنف أخي وليد ما انقطع من برنامج التكريم تحت مظلة جامعة أم القرى كما أنني أدعوه للاستفادة من أساتذتنا العلماء في قسم الدراسات العليا العربية، ولست مبالغاً إذا ما ذكرت أن معظم من يتصدرون للتدريس في قسمي اللغة العربية بمكة ونظيره في جامعة الملك عبدالعزيز هم ثمرة من ثمرات ذلك الجيل الذي أعطى بإخلاص وربى في تفان لا يقدر عليه إلا الكبار.