انتشرت في العديد من مواقع الإنترنت مشاهد مؤلمة ومحزنة حقًا لمجموعة من الشباب المتهور الذين احترفوا ما يسمى ب (التفحيط)، وهو مصطلح معروف لدى المجتمع السعودي أكثر من غيره؛ ويعني قيادة السيارات بطريقة جنونية ومتهورة والانحراف بها يمنة ويسرة وعكس الاتجاه وسط جلبة وصريخ ودوي للإطارات، ويتم ذلك في حشد من المجاميع الشبابية التي تنظم لتلك الأفعال في بعض الطرق البعيدة عن الرقابة الأمنية أو الأحياء قيد الإنشاء! لكن تلك المعضلة الاجتماعية والأمنية الخطيرة امتدت لتصل إلى الأحياء الآهلة بالسكان وبعض شوارع المدن الفرعية منها والرئيسة! وتفصح مقاطع الفيديو المبثوثة عبر"اليوتيوب" وغيره عن ثقافتين؛ الأولى تحاول الترويج لهذه التصرفات وإظهار أنها عمل بطولي يقوم بها نجوم "التفحيط"! والثانية تحاول جاهدة توعية الشباب المتهور وبالأخص طلاب المدارس المتوسطة والثانوية للابتعاد عن آفة قاتلة راح ضحيتها الكثير من الشباب؛ في حين عرّضت شبانًا آخرين إلى إعاقة دائمة، وعاهات موجعة! وإزاء وجود ثقافة الإنتحار بالسيارات في أي مكان كان، وانتشار اللقطات المروعة لحوادث "التفحيط القاتل والدموي"، وتمزق أجساد الشباب وتطايرها إلى أشلاء، لابد من تطبيق قوانين أمنية رادعة لهؤلاء المتهورين الذين مات الكثير منهم في حوادث شنيعة لا يتصورها عقل بشري؛ كما يجب تطهير المجتمع بالقوانين الصارمة من تصرفات تلك الفئات الشبابية التي لا تبالي بحياتها وحياة الآخرين؛ ويكفي مشاهدة مقطع واحد تدهس فيه جثث الشباب تحت السيارات المسرعة تجاه عشرات المتجمهرين في تلك المواقع المريبة! إذن، يتعين على الجهات المختصة بذل مزيدًا من الجهود، وإيقاف تلك الصور المأسوية قانونيًا، وأنا على يقين أن قوة القانون وحدها ستفي بالغرض، إذ أن البرامج التوعوية والإعلامية لا تكفي وحدها بوجود شباب متمرد يعشق التهور والانفلات، إلا من هدى الله تعالى. [email protected]