استغل شباب «التفحيط» أجهزة «البلاك بيري» ومواقع التواصل الاجتماعي على النت.. «تويتر» و»فيس بوك» و»يوتيوب»؛ لتنسيق مواعيد تجمعات التفحيط في عدد من المواقع، من خلال اشتراك وإضافة كثيرين إلى «قوائم التبليغ»، واستخدام شفرات خاصة يصعب فك رموزها من رجال المرور، إلى جانب عرض «مقاطع مصورة» لجذب أكبر عدد ممكن من الجمهور إلى الموقع. وشكّل الشباب مجموعة «قروبات» فيما بينهم للتواصل السريع، يستطيعون من خلاله معرفة موقع التفحيط، وتوقيته، واسم الشخص المفحط، ونوع سيارته، وآلية اصطفاف الجمهور، حيث وفرت هذه الأجهزة على الجماهير عناء التنقل بين الطرقات والأحياء للبحث عن من يمارس هذه الهواية. ولم تتوقف «تقنية التفحيط» عند «التبليغ»، حيث أصبح عن طريق هذه الأجهزة نقل التحذيرات عن خطر قادم وهم رجال المرور، من خلال تجنيد أُناس على المداخل المؤدية إلى مسرح التفحيط، وإرسال رسالة تدعوهم إلى الفرار مفادها: «الحكومة جايه»، و»شبكة دخلت يا شباب». «الحكومة جايه» و«شبكة دخلت يا شباب» رسائل تحذيرية للهروب من الموقع الغريب في الأمر أن رجال المرور يملكون الإمكانات التقنية والأمنية للدخول في هذه «القروبات»، والتسجيل فيها، وعمل «كمين» للإطاحة بالمفحطين، والاستجابة لبلاغات المتضررين والمنزعجين من جراء هذه الظاهرة المزمنة، خاصة مع قرب إجازة الصيف، ولكن الواقع يكشف أن هناك أمراً آخر - قد نجهله - في «صمت المرور» على تجاوزات المفحطين، وتزايدهم، وحضورهم متأخرين إلى مواقع التفحيط، وتحديداً بعد أن يملّ أهالي الحي من الإزعاج، ومشاهدة التجمعات، والخوف على سياراتهم ومنازلهم من ارتطام المتهورين في القيادة..وبعد أن يحصل كل ذلك، ولمدة طويلة، تحضر دورية المرور، وتقف من بعيد..وتبدأ نداءات الجهاز «تحرك ياولد..ياراعي السيارة....»، ويتزامن معها «صوت السفتي»، وذلك في محاولة يائسة وعاجزة عن السيطرة على الموقف، والقبض على المفحطين؛ رغم أنه بإمكان الدوريات التواجد قبل التفحيط لو تم الإفادة من التقنية مثل الشباب!.