في زمن جميل مضى نشأ جيلي وأجيال قبلي على أصوات إعلامية متمكنة من قواعد اللغة العربية ومن النادر جدا أن تسمع منهم لحنا يؤذي أذنك ويدمي قلبك تحسرًا على لغة هي هوية لأمة العرب. كل مهتم بشأن اللغة لا بد أن يلاحظ أن هناك تغيرًا واضحًا وتدنٍ في مستوى بعض الإعلاميين اليوم حتى ولو اعتبرهم عامة الناس من المشاهير، تسمع تجاوزات لغوية جلية. تذكرت وأنا أكتب كلماتي أنني من فترة ليست بالقصيرة تابعت برنامجًا على قناتنا الثقافية التي أحرص على متابعتها -فتحية للقائمين عليها- وإذ بي أتوقف عند برنامج من برامجها المتميزة وكان يتحدث عن ضعف الثقافة المدرسية، وللغرابة أن المذيع كرر كلمة -ضعف- بكسر الضاد بدلًا من فتحها، فاستغربتُ ألا يعرف الفرق بين المعنيين في اللغة؟!. لغتنا العربية لها حق كبير علينا، رغم أن من تكتب هذه الكلمات ليست متخصصة في اللغة، ولكنها تعلمت فنونها، وأتقنت قواعدها على مقاعد الدراسة، ومن ثم من رموز إعلامية كانت وما زالت حاضرة بيننا وإن غابت عن التواجد الإعلامي اليوم. على هامش مؤتمر اللغة العربية الذي عقد مؤخرًا في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية أكرمني الله بلقاء (الدكتور بدر كريم) فقلت له اسمح لي أن أقول لك: إنني تعلمت في مدرستك، وما زال صوتك في أذني، تعلمت منك فنون الإلقاء، والحرص على عدم اللحن في اللغة، فهنيئًا لنا بك، لأنك الرائد المتميز خلقًا ولغة، وأدبًا وصوتًا حباك الله به، فنسأل الله أن يديم عليك نعمته وعافيته. أصوات لا تنسى هم رموز لكل زمان د. حسين النجار. د. النجعي، د. الصبيحي، أ. ماجد الشبل، د. عبدالرحمن العشماوي. من الجيل الجديد أرسل تحية تقدير لكم، أنتم أنموذج لجيل الشباب المعتز بلغته، ولعل الله يعيد معكم جمال تلك الأيام التي يفخر فيها جيل الشباب بلغتهم. تحية للشاب المتميز في فكره وطرحه ولغته (ياسر العمرو)، وتحية مماثلة لكل من ياسر بدر كريم وأسامة عبدالرحمن العشماوي)، أنتما امتداد مبارك لرائدين من رواد الفكر والثقافة واللغة في وطني. [email protected]