في ختام عام أطلق عليه اسم -عام المعلم- وجدت قلمي يكتب عن نخبة من معلمات أثّرن في حياتي وصقلن شخصيتي ولهن في عنقي حق وفضل بعد الله تعالى فيما وصلت إليه. سأعود بذاكرتي معكم إلى مقاعد الدراسة المتوسطة والثانوية في رحاب المدينة النبوية وبالتحديد في المتوسطة السابعة والثانوية الخامسة بالحرة الشرقية، وسأغمض عيني لأرى معلماتي المربيات الفاضلات وهن: أمامة عبدالرحمن -أمي الثانية- معلمة الدين، التي تعلمت منها حب الاطلاع والاستزادة من علوم الدين، ومن حبي لها قرأت أمهات الكتب منها: موطأ الإمام مالك - صحيح البخاري ومسلم - مسند الإمام أحمد.. وغيرها. مريم أبو الفرع، معلمة اللغة العربية، تعلمت منها عشق اللغة والغوص في بحورها وأتقنت قواعدها وأبدعت في الإعراب الذي كان هاجسي ومطلبي وحبًا في لغتي من خلال معلمتي كنت أتابع مسلسلاً عراقياً عن مدينة الأعراب ومازلت أحتفظ به في مكتبتي المرئية. راوية حمزة، علمتني كيف أعزز ثقتي بنفسي وشجعتني واكتشفت قدرتي على الإلقاء والخطابة في الإذاعة المدرسية. نعيمة المهدي، الأم الحنون، المرشدة الطلابية، التي استدركت دورها فقدمت الدعم المعنوي للطالبة المتفوقة والمثالية والتي كانت دومًا في عزلة عن مجتمعها فأشركتها في الحفلات الختامية وعززت من تواصلها مع الآخرين. الدكتورة مها موسى، معلمة اللغة الانجليزية، كم أحببت اللغة معك وكنت أتمنى أن تستمري معنا لأتمكن من مهارات التحدث بطلاقة وأقول: هنيئًا لطالبات جامعة طيبة بك. أما معلمة القرآن هدى إدريس -رحمها الله وأسكنها فسيح جناته- تعلمت منها مخارج الحروف وعلم التجويد وحفظت على يديها سورة النور، كنت خائفة من مواجهة لجنة التحكيم فإذا بها تشجعني وتدعمني بكلمات لن أنساها ما حييت حين قالت: من ذا الذي يستطيع سحب بساط التفوق والتميز من تحت قدميك وأنت المتمكنة؟!. ومعلمة الرياضيات سهيلة عويضة -رحمها الله- عشقت معها علم التفاضل والتكامل وتعلمت مهارات البحث العلمي حينما أطلعتني على رسالتها في الدكتوراه. هؤلاء معلماتي اللاتي قمن بتعليمي ومازلت على تواصل معهن ولا أملك إلا صادق الدعوات لهن جميعًا -أحياءً وأمواتًا- اللهم كما رزقتهن جوار رسولك محمد في الدنيا فلا تحرمهن مرافقته في جنات النعيم، وارض عنهن رضا ينلن به رحمتك وغفرانك وعفوك، ولا تحرمني صحبتهن فإني أحبهن. [email protected] [email protected]