تتغيّر الثقافات، تتلاقح الأفكار، تتنوع الأساليب، بينما تظل الأشياء بمسمّياتها. الطبُّ وأفرعه، والهندسةُ وأقسامها، والأدبُ ومناحيه، قديمها وحديثها، نفس الأطر، وإن تبدّلت الصور. نتحدث عن أوعية إعلامية وثقافية خارج دائرة الورق والأحبار، دخلت على خط المنافسة مع الكتاب والصحيفة والمجلة الورقية، فوسمت بالإعلام (الجديد)، وهو ليس كذلك، فكل جديد سيكون عتيقًا ذات صباح، وبما أن ذلك الطرح والتواصل ينساب من خلال قنوات (إلكترونية)، فربما يتبادر إلى الذهن أن تسمية (إلكتروني) هي الأنسب، والأنسب إطلاق اسم الإعلام الضوئي على كل ما يرد مكتوبًا على صفحات غير ورقية، معززًا بالصوت والصورة في أحايين كثيرة. أستغرب كثيرًا استسهال توظيف اللغة في لزق التسميات كيفما اتفق، ولدينا لغة راقية حساسة ولاّدة دقيقة قد وسعت كتاب الله لفظًا ومعنى. فهناك من يصر على تسمية القتل بالإعدام، والتراجع بالانسحاب، والمقررات الدراسية بالمناهج.. والقائمة تطول..! وما دام الحديث عن الإعلام شأنًا وشجنًا، فتجدر المباركة لوكالة الأنباء السعودية تحويل بنيتها الإدارية إلى (هيئة عامة) إلى جانب رفيقي دربها الإذاعة و(التلفزيون)، ومن ثَم إلى الإشادة بدور وكالة الأنباء السعودية كصرح إعلامي يتكئ على خبرة أكثر من أربعة عقود من الخبرة والممارسة، جعلت منها علامة مميزة بين الوكالات الإخبارية عربية وعالمية. من المعلوم أن وكالة الأنباء السعودية يرمز لها ب(واس) جريًا على ما هو متّبع مع كل الوكالات المماثلة، واختصارًا يتماشى مع الحيّز الخبري.. والله المستعان. أحمد مكي العلاوي - مكة المكرمة