تشكل الأرقام السيئة للبطالة في الولاياتالمتحدة التي نشرت الجمعة، نكسة خطيرة للرئيس باراك أوباما الذي يحاول إقناع الناخبين باختياره لولاية ثانية. وكشفت أرقام رسمية نشرت أمس الأول أن 69 ألف وظيفة فقط استحدثت في مايو وأن معدل البطالة ارتفع 0,1 نقطة ليبلغ 8,2 بالمئة من اليد العاملة. وتشكل هذه الأرقام التي نشرتها وزارة العمل صفعة حقيقية للرئيس الديموقراطي قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية. ووصف المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من نوفمبر هذه الأرقام بأنها «نبأ مروع للعاملين الأمريكيين والعائلات الأمريكية». وقال إنه «من الواضح لكل فرد الآن أن سياسات الرئيس أوباما لم تحقق أهدافها وأن اقتصاد أوباما يسحق الطبقات الوسطى»، مؤكدًا أن «أداءنا يمكن أن يكون أفضل بكثير، لذلك ترشحت للرئاسة». وكان الاقتصاد الأمريكي في 2010 و2011 تراجع في الربيع ولم يسجل انتعاشا إلا في نهاية الخريف. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ثقة الناخبين في الرؤساء مرتبطة إلى حد كبير بتطور مسألة البطالة. وكشف استطلاع للرأي نشرت شبكة «سي إن إن» نتائجه قبل إعلان هذه الأرقام أن 49 بالمئة من الأمريكيين سيصوتون لأوباما مقابل 46 بالمئة لرومني. وهي نتائج قريبة من أرقام نشرتها صحيفتا «واشنطن بوست» و»ول ستريت جرنال» الأسبوع الماضي. وأفاد الاستطلاع أن الأمريكيين ما زالوا منقسمين حول مسألة الرئيس الذي سيدير بشكل أفضل الاقتصاد، المسألة التي تحتل الأولوية في اهتمامات الأمريكيين. فقد قال 45 بالمئة إنهم سيصوتون لأوباما مقابل النسبة نفسها لرومني. وقال أوباما خلال زيارة الجمعة إلى مصنع في غولدن فالي (ولاية مينيسوتا، شمال) إن الأرقام المتعلقة بالبطالة تؤكد ضرورة أن يتبنى الكونغرس الاقتراحات التي تقدم بها لإنعاش النشاط الاقتصادي والتوظيف. واعترف أوباما بأن «الاقتصاد ما زال ينمو ولكن ليس بالسرعة التي كنا نريدها». وأضاف «كما في العام الماضي في الفترة نفسها، يواجه اقتصادنا رياحا معاكسة قوية». وذكر خصوصا أزمة الدين في أوروبا والاضطرابات في الشرق الأوسط وأسعار الوقود وإن تراجعت مؤخرًا. وأوضح أوباما أن «الاقتصاد لم يبلغ بعد الوضع المطلوب. هناك إجراءات يمكن أن تحسن الوضع اعتبارا من الآن، إجراءات يمكن أن تشكل جرعا في حال تفاقم الوضع في أوروبا». وتحدث خصوصا عن أحد هذه الإجراءات المدرجة في «لائحة التوصيات» التي تقدم بها إلى الكونغرس لتبنيها مطلع مايو، وهو تقديم مساعدة إضافية للمحاربين القدامى الذين يبحثون عن وظيفة. لكن القادة الجمهوريين في مجلس النواب لا يبدون مستعدين لتسوية ووجهوا سيلا من الانتقادات إلى الرئيس. وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في المجلس إيريك كانتور إن «هذه الأرقام المتعلقة بالبطالة مرعبة. الأمريكيون يستحقون أفضل من ذلك فعلا». وقد أكد البيت الأبيض أن مواصلة السياسة الاقتصادية الحالية التي ينتهجها أوباما أمر «حاسم» على الرغم من الأرقام السيئة. وقال آلان كروغر رئيس فريق المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي إن «مواصلة السياسات الاقتصادية للرئيس أمر حاسم لأنها تساعدنا على الخروج من الهوة العميقة التي سببها الانكماش» في 2007-2009. وأضاف «لا يزال هناك الكثير من العمل لإصلاح الأضرار التي سببتها الأزمة المالية والانكماش الكبير الذي بدأ في نهاية 2007». وتأتي أرقام البطالة في وقت سيئ لأوباما الذي بدأ مع فريق حملته حملة ضد حصيلة أداء رومني في قطاع الوظيفة عندما كان حاكما لولاية ماساتشوسيتس.