سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا تبالغوا في المدح
تحذير هيئة مكافحة الفساد من المَدْح الذي لا مبرر له، ينبغي أن يؤخذ مأخذ الجد، فالمدح بغير ما في المسؤول- كما قالت الهيئة-:" نوع من الفساد"
تحذير أطلقَتْهُ هيئة مكافحة الفساد قائلة :» إنّ مَدْح المسؤول بغير ما فيه، أو المبالَغَة في الثناء على إنجازاته، يُعَدُّ نوعاً من أنواع الفساد، لِمَا يترتَّبُ عليه من غُرورِ المسؤول، وصرْفِه عن رؤية الأمور على حقيقتها، وبما ينتج عنه من فساد كبير في أداء المهام» (صحيفة الشرق، 26 ربيع الأول 1433ه، ص 4). قبل أن تُطلق الهيئة تحذيرها هذا، أطلقه الملك عبد العزيز رحمه الله، في أول أمر أصدره بتأسيس الإذاعة السعودية (1368ه/1949م) وفيه طالب من بين ما طالب به أمورا ثلاثة: « عدم شتم أحد» و «عدم التعريض بأحد» و»المدح الذي لا محل له» ومن الواضح أنّ الرجُلين، لا يعنيان المدح القائم على ذِكْر محاسن الإنسان، وسلوكه الحَسَن، وأعماله الجليلة التي تنتفع بها البلاد والعباد، وإنما يعنيان المدح المُبَالَغ فيه، وكلا الرجلين يرفضان هذا النمط من المدح، لأنه لا يمثل الحقيقة، ولا يملك أدواتها، ولا حتى أساليبها، وإنما هو مدحٌ هَشٌّ،ضَعِيفٌ، عبءٌ على نفسه، وعالة على المجتمع، ولا يؤدي في الغالب الدور المأمول منه، وإذا توسّع المدحُ المبالَغ فيه في أيِّ مجتمع، ولم يتصدَّ له، فسيلحق به الكثير من العنَتِ والعناء. ليس كل مَنْ يمدح يسيء للممدوح، كثير من الممدوحين يستحقون الثناء عليهم، الإساءة تأتي غالبا من المبالَغَة، والثناء بغير حق، والإفراط فيهما، والإنسان بَشَر، والنّفْسُ الأمّارةُ بالسوء موجودة في أيِّ مجتمع، كما النّفْسُ الآمِنةُ المطمئنة، وكما النّفْسُ اللّوّامة، وإذا مدحَ أحدٌ أحداً بغير ما فيه فكأنه يذُمُّه، ويغلب على مدحه غالبا: المصلحة الشخصية،والمنفعة الذاتية. تحذير هيئة مكافحة الفساد من المَدْح الذي لا مبرر له، ينبغي أن يؤخذ مأخذ الجد، فالمدح بغير ما في المسؤول- كما قالت الهيئة-:» نوع من الفساد» والفساد يهدم أي مجتمع، ولا يبنيه، والبقاءُ دوْما للمسؤول الأصلح وليس الأقوى، وحرص المسؤول على أداء واجباته، هو الأرضية الأصلح للعدالة الاجتماعية. ليحفظ الله الوطن ومسؤوليه، من شرور المَدَّاحين المبالِغين في المَدْح. [email protected]