«ستات الزمن الجميل والذكريات الملهمة من الحجاز القديم، المليء بالقصص الرائعة عن تلك المنطقة، فهن ستات الكمال وأصحاب الذوق والخلق الرفيع». بهذا الوصف تسترد مخيلتنا تصورا مختلفا عن طبيعة سيدات الحجاز قديمًا، فهن سيدات مكةالمكرمة والمدينة المنورة والتي قدمتها أمل عابد مؤسسة صفحة «ستات زمان» عبر صفحات الفيس بوك، وهدفها من ذلك استرجاع التاريخ الجميل لسيدات الحجاز الأصيلات، إلى جانب توثيق حكاياتهن وطابع حياتهن إلى جانب عاداتهن وطرائفهن القديمة، ليتم حفظها ومن ثم تناقلها للأجيال القادمة من أجل التعرف على تراث الأجداد والجدات. تقول أمل، طالبة ماجستير في التربية الإسلامية والمقارنة في جامعة أم القرى: في البداية كان اهتمامي بالتراث هو من قادني لإنشاء الصفحة، فمنذ الصغر وأنا أحرص على معرفة كل المعلومات المنوعة عن تراثنا السعودي بشكل عام والتراث الحجازي بشكل خاص، ويعود الفضل الأول بذلك لوالدتي أطال الله عمرها، فكثير من أحاديثها ونصائحها لنا تستمدها من واقع الزمن الجميل الذي نشأت عليه. توثيق التراث وعن الفكرة والهدف من إنشاء تلك الصفحة قالت أمل: أتتني الفكرة من شدة إعجابي بالماضي الجميل وقصص خالتي أم سراج عن أيامهم، فلا تخلو الجلسة معها بدون ذكر قصة أو موقف أو مثل قديم، أشعلت الحنين في نفسي لماض لم أحضره أبدا، وأنشأت الصفحة كي أوثق هذا التراث الجميل، ونُعرف الجيل الحاضر بالماضي، ليس كسرد تاريخي فقط، وإنما بعرضه مع مناسبات حالية معاصرة وربط الجيل الحاضر بالماضي. ولو لاحظنا التاريخ الحجازي عموما دائما يذكر الرجل الحجازي ولبسه المشهور وعاداته، مع ذكر القليل عن المرأة الحجازية، مع أن دور المرأة زمان لم يكن مهمشا كما يعتقد البعض، ولم تكن تلك المرأة الخاضعة والخانعة كما يصور دورها أحيانا وكأنها سلبية، فالمرأة زمان كانت محترمة جدا في البيت والمجتمع مع بعض التحفظات على بعض التقاليد ومن هنا كانت رغبتي بنشر الماضي الجميل بأياد شابة، وربطه بالحاضر واستخدام وسائل التواصل الحديثة بما يفيد. وتتابع عابد حديثها قائلة: أنشأت الصفحة قبل سنة ونصف تقريبا وعدد الأعضاء أكمل في الأسابيع القليلة الماضية ما يفوق 2000 عضو ولله الحمد، ومع انشغالي بدراسة الماجستير قل تفاعلي في الصفحة، وكان المشرفون الآخرون خير معين، إلى أن انشغلت سحر صحرة بدراسة الماجستير هي أيضا ومازال المشرفون الآخرون لهم دور كبير في استمرار الصفحة ولله الحمد. ذكريات وأفكار وأشارت أمل إلى ان تفاعل الأعضاء كان له الدور الأكبر في نجاح الصفحة، وتحقيق أهدافها، فمن خلال الصفحة استقطبنا الشباب وكبار السن وكل مشتاق لذكريات وأيام الماضي بأناسه وبساطة أيامه وأكدت على ان الحصول على المعلومات غالبًا ما تكون من أفكار إداري الصفحة وخصوصا في المواسم، فنكتب ونختار عبارات مناسبة لكل موسم فعلى سبيل المثال: بعد فترة الاختبارات في المدارس وظهور نتائج الناجحين تم عرض طريقة قهوة اللوز للاحتفال بالناجحين، وقبل موسم الحج طريقة صنع المعمول وبعض العادات. وأضافت: يتم البحث عن المواضيع أحيانا من خلال مواقع التراث الحجازي وتنقيته واختيار منها ما يناسب للنشر إلى جانب ما تقوم به سحر صحرة من مجهود رائع من خلال نقلها الأخبار والقصص القديمة عن جدتها التي كانت تتحدث عن هذه الذكريات الجميلة قبل ان يتوفاها الله تعالى. إلى جانب ما تقوم به شقيقتها رحاب والتي حرصت على إمدادها بالكثير من الأمثال القديمة التي تذكر بعضها وتبحث عن البعض الآخر منها عن طريق الحديث مع السيدات الكبيرات أو من خلال الانترنت. كما أثنت أمل على دور والدتها وخالتها أم سراج وغيرهما اللاتي حدثنها كثيرًا عن أجمل قصص «ستات زمان» والتي نفتقد معالمها الآن.