سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس مصر القادم واستقرار المنطقة
بقي على الإنتخابات الرئاسية المصرية أسبوع واحد ثم سيعرف العالم هل فازت الديموقراطية الحقة ، أم أن التدخلات الدولية بالنفوذ و المال و المتعاونين من الداخل ستعود بأرض الكنانة إلى المربع الأول
المشهد السياسي بالمنطقة العربية يمور موراً ، فقيادات دول مجلس التعاون الخليجي تتدارس دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للإتحاد في فدرالية خليجية في وجه المتغيرات والتهديدات ، وإيران أصابتها حالة من الهستريا السياسية تخوفاً من وحدة مرتقبة بين السعودية و البحرين ، والنظام السوري ماضٍ في غيه في سفك دماء الشعب السوري الشقيق حتى مع وجود المراقبين الدوليين وشهادة بعض منهم على أعمال الإبادة التي يتعرض لها السوريون، وتعيش مصر الشقيقة العربية الكبرى أحداثاً متقلبة وصراعات معلنة و خفية بين المجلس العسكري الأعلى الحاكم الحقيقي لمصر في المرحلة الإنتقالية من جهة و بين أطياف الثورة الشعبية المصرية من جهة أخرى ، و هو صراع يصفه الكثيرون بأنه بمثابة ثورة مضادة للثورة المصرية التي أذهلت العالم و ألهمته ، و أن أحد جانبيه فلول نظام مبارك البائد ومعهم إدارة أوباما الأمريكية و إسرائيل المتخوفة جداً ممن يكون رئيس مصر القادم. و سوف تحسم الإنتخابات الرئاسية المصرية نهاية هذا الأسبوع لمن تكون الكفة الراجحة هل هي للمحسوبين على الثورة المصرية و تكون بذلك الثورة قد سجلت إنتصاراً كبيراً أم لأحد المحسوبين على فلول النظام السابق. التدخلات الخارجية في الإنتخابات المصرية قد لا تكون بادية للعيان لكنها فاعلة جداً من خلف الكواليس . فإسرائيل والدول الكبرى تسعى لوصول رئيس ضعيف لمصر لا تسانده مرجعيات حزبية أو مؤسساتية و لا حتى شعبية ، و تعمل تلك القوى بكل ما أوتيت من قوة للحيلولة دون وصول رئيس ينتمي للتيارات الإسلامية بدعم من قبل فلول النظام المصري الأسبق والذين ما زالوا يسيطرون على معظم مرافق الحياة ، بالإضافة إلى بعض الليبراليين أو اليساريين. بعد أن حظرت الهيئة العليا للانتخابات ترشُّح عدد من المرشحين إستناداً على مبررات قانونية خيرت الشاطر المرشح الأقوى لجماعة الإخوان المسلمين ، والمرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، وتسعة مرشحين آخرين ينتمون الى تيارات مختلفة، فإن المتنافسين الرئيسيين على منصب الرئاسة المصرية أربعة فقط من أصل ثلاثة عشر مرشحاً هم : عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس حسني مبارك ، و محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المُنبثق من جماعة الإخوان المسلمين ، وعبد المنعم أبو الفتوح المنشق عن الجماعة ذاتها ، و أحمد شفيق الذي عيّنه مبارك رئيساً للوزراء خلال الثورة و فرسا الرهان من بين هؤلاء الأربعة حسب إستطلاعات الرأي المصرية هما عبد المنعم أبو الفتوح و عمرو موسى. و أحدهما من التيار الإسلامي و ثانيهما يصف نفسه بأنه ليبرالي ديموقراطي، و تزداد حظوظ عمرو موسى لأن التيار الإسلامي منقسم على نفسه بين سلفي و إخواني. بقي على الإنتخابات الرئاسية المصرية أسبوع واحد فقط ، و عندما ينقشع غبار المعركة الطاحنة سيعرف العالم أجمع هل فازت الديموقراطية الحقة و هل وصلت الإنتخابات بالرجل القوي الأمين إلى سدة الحكم في كبرى الدول العربية تعداداً . أم أن التدخلات الدولية بالنفوذ و المال و المتعاونين من الداخل ستعود بأرض الكنانة إلى المربع الأول ، و عندها تثبت الديموقراطية في العالم إنها إنتقائية و حصرية للفئات المرضي عنها عالمياً وتفتح بذلك الذرائع أمام دعاة العنف والتطرف.