أسهم ارتفاع إيجارات المساكن إلى اضطرار كثير من الأسر محدودة، أو متوسطة الدخل إلى الإقامة في مسكن ضيق لا يتسع لتخصيص غرف مستقلة للأولاد والبنات، وأصبح "التفريق في المضاجع" بعيدا عن التطبيق العملي لدى الكثير، بالرغم انه أحد المبادئ التربوية في الشريعة الإسلامية، وذلك تجنبًا للآثار والأضرار التي تنتج من جمع الولد والبنت فى غرفة واحدة خاصة في مرحلتي الطفولة المتأخرة والمراهقة !!. "الرسالة" فتحت قضية التفريق في المضاجع بين الأبناء، وآثارها السلبية ؟ وأهمية التفريق في المضاجع ؟ وكيفية تمكين الأسر متوسطة الدخل من تطبيق ذلك المبدأ الشرعي في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات وتملك الوحدات السكنية ذات الغرف المتعددة ؟. و في تعليقها على تلك القضية التي تهم كل أسرة بينَت الناشطة الاجتماعية د.نوف علي المطيري أن الهدف من التفريق في المضاجع بين الأولاد والبنات الوقاية من الوقوع في المحظور، وقالت: "النبي عليه الصلاة والسلام أمر بالتفريق بين الأبناء في المضاجع قبل 1433 سنة، و ثبت للجميع في العصر الحديث صحة وسلامة تلك التوجيهات النبوية الشريفة. وأشارت إلى أنه بنظرة واحدة للواقع يثبت أن انتشار زنا المحارم واقع لا يمكن إنكاره، و قالت: "الفاحشة انتشرت، ومواقع الترويج للزنا زادت بشكل خطير، ومع انتشارها سقطت كل القيم" مؤكدة أن عدم التعامل مع تلك القضايا بشفافية، ومحاولة دس الرأس في الرمال، لن يساهم في حلها والقضاء عليها، ونصحت الوالدين بالحرص في تربية الأبناء، وإتباع سبل الوقاية حتى لا يقع المحظور. وأضافت المطيري: "التفريق في المضاجع أن يكون لكل الأبناء غرف خاصة بهم فلا يختلط الذكور مع الإناث، ولكن وللأسف هناك عائلات لا ترى حرجا من سباحة الرجال مع النساء في أحواض السباحة، ويدعي بعضهم أن المراهق لن يهتم بمشاهدة ملابس السيدات، وهذا ينافي الحقيقة فالطفل يلاحظ أدق التفاصيل في جسد المرأة.. فما بالك بالمراهق؟ التفريق من العاشرة وشدّدت أخصائية الصحة النفسية وعلاج الإدمان د.شيماء محمد الهادي الدويري على أهمية التربية الأسرية السليمة القائمة على غرس الفضائل، وقالت: "الأسرة أساس المجتمع، وهي قلبه النابض، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع وعاش أفراده حياة كريمة"، مؤكدة اهتمام الإسلام اهتماما عظيما ببناء الأسرة المسلمة وحمايتها، ومن حق الأبناء على آبائهم أن يحسنوا تربيتهم على الفضائل والآداب والمكارم، وإن انحرفت وضعف وازعها الديني تكون المشكلة التي ستؤثر سلبا على الأبناء. وتشير إلى أن التفريق بين المضاجع، ضرورة ملحة يغفلها البعض عن جهل واستهتار، وعلى رب الأسرة ان يجتهد فى توفير غرف مستقلة للأولاد والبنات ولو صغيرة، وأن على الأب والأم تهذيب الصغار جنسيا وإعدادهم لمرحلة المراهقة التي هي من أصعب المراحل حيث تراودهم أفكار، وتساؤلات عدة، وتنمو لديهم الغريزة الجنسية بشكل سريع، وقالت: "ولذلك لابد من سد سبيل الفساد قبل وقوعه، اقتداء بقول النبي عليه الصلاة والسلام "مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع". واسترسلت الدويري بأن على الآباء تثقيف أبنائهم جنسيا، وضبط حركاتهم في هذه السن الحرجة حتى لا يدفعهم اللهو والعبث الطفولى للتجارب الخاطئة، والتي تنتج عنها مأساة كبيرة "موضحة أن عدم التفريق في المضاجع يعد من الأسباب الرئيسية للوقوع في الزنا بشكل عام أو زنا المحارم. بناء أخلاقي للطفل وفى سياق متصل بيّن المستشار الأسري د.أحمد الشيخي أن التفريق بين الأبناء في المضاجع يحقق البناء الأخلاقي للطفل، وأوضح أن الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي يحقق التوازن في النمو العضوي والأخلاقي للإنسان، وبالتالي العيش بمستوى عال من الصحة النفسية، وذكر أن عملية التفريق بين الأخوة في المضاجع هي إحدى عمليات البناء الأخلاقي للطفل، حيث إن أخلاق وسلوكيات الطفل خارج الضبط، ويضبطها الراشدون من حوله لتتحول تدريجيا إلى الضبط الداخلي بموجب معايير تنبع من داخل الطفل نفسه. وأشار إلى أن النمو العضوي في مرحلة الطفولة المتأخرة يصاحبه الفضول الجنسي، وأن الطفل يحتاج إلى رقابة وتوجيهات تؤكد على ستر العورة وغض البصر والوقاية من المثيرات بكافة أنواعها، وإبعاده عن أي تماس؛ بل حتى في النوم يستحب تعليمه الوضوء قبل النوم،والاضطجاع على شقه الأيمن، ونهيه عن النوم على بطنه، لكي لا ينزلق في سلوك غير سوي تنعكس آثاره السلبية على صحته النفسية طيلة حياته ما لم يتم التصحيح، مؤكدا أن الوقاية دوما خير من العلاج.