أعرف الكثير عن مآسي المعلقات والمطلقات بخصوص حضانة الأبناء والنفقة وللأسف مجتمعنا مليء بالقصص التي تدمع لها العين ويئن لها القلب ولكني اليوم أكتب عن صديقتي علياء الغامدي التي سمحت لي بالتصريح عن اسمها لتكون قصتها أقرب وأصدق إليكم. تزوجت علياء بعد الثانوية العامة وأنجبت ثلاثة أطفال ولأسباب خاصة وبعد محاولات عديدة تم الانفصال ثم الطلاق وكانت علياء تمر بظروف نفسية قاسية وفي هذه الفترة تقدم لخطبتها مقيم بريطاني مسلم وبعد حصولها على التصريح تم الزواج. وبعد هذا حرم طليقها «علياء» من رؤية أولادها سنة كاملة بحجة أن زوجها البريطاني (سيعتدي) على بناتها مع أنه شرعًا هو محرم على بناتها فكان شرط الزوج أن تأتي الأم لتأخذ الأطفال مع السائق وليس زوجها الحالي وفي خلال هذه السنة غير طليقها أرقام الهاتف فكانت تذهب علياء إلى مدرسة بناتها لتتطقس أخبارهن فهددتها المديرة أنها ستبلغ الشرطة لأن ولي الأمر رفض رؤية طليقته لبناتها. ثم فكر قلب الأم بتتبع مسكنهم فكانت تتبع خروج طليقها من المنزل ثم تهرع لأبنائها ليفتحوا لها الباب ولكن كان الأب يغلق الباب بالمفتاح ثم رمت النافذة بالحجارة حيث إن الشقة كانت في الدور الأول ففتح لها ابنها الصغير ذو الست سنوات وهو لا يصدق رؤيتها ومد يده لها ومدت يدها له لكن للأسف لم تتلاق أيديهما حيث إن النافذة كانت على ارتفاع كبير من الأرض فما لبث أن مد ابنها رجله من النافذة وقال لأمه ببراءة الطفولة (إنه سيأكل لتكبر رجله ويتزوج من أمه ويأخذها السوق). مر على هذه المعاناة 3 سنوات وابنتها الآن 14 عامًا كانت هي الأم تطبخ وتغسل وتنتبه على إخوانها الصغار في حين غياب الزوج لساعات طويلة، تبكي علياء لأنها أخيرًا عندما سمح لها أن تقابل بناتها وليس ولدها كانت ابنتها قد قصّت شعرها مثل الرجال فحزنت علياء ونصحتها بألا تتطبع بطباع الرجال، فقالت لها ان المرأة ليس لها وجود. بعد أن توفي والد علياء وعدم استطاعتها أن ترى أطفالها إلا بصراعات ومشكلات وشروط ومنع لزوجها باصطحابها لأطفالها، هاجرت علياء مع زوجها خارج المملكة. حلمها أن تستطيع أن ترى أبناءها وقت ما شاءت حيث ما شاءت بصحبة زوجها المحرم عليهن وأسهل ما على الزوج قوله إنه يفعل ذلك لأنها غير كفء ولكن إذا وضعنا الكفاءة في ميزان سنجد أن غالبًا ما تطغى كفاءة الأم، فما زالت هي الأولى التي وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وستظل الجنة تحت أقدامها، اسأل الله العلي العظيم أن يرد إليها أبنائها كما رد موسى لأمه، وأناشد وزير العدل أن ينظر في قضية المواطنة علياء الغامدي وأن يسمح لها بأن ترى جميع أبنائها برفقة محرمهم زوجها الحالي كلما حن قلبها لهم أو احتاج أبناؤها إلى ضمة تنسيهم هموم الدنيا بما فيها.