عبر صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم عن مشاعر الفخر والاعتزاز بمناسبة مرور سبع سنوات على مبايعة قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، مؤكدًا أن هذه المناسبة الوطنية المهمة، تعد فرصة للتذكير بإنجازات وطننا على المستويين المحلي والدولي، ونُجدد فيها العهد والولاء بمواصلة العمل الدؤوب لتحقيق تطلعات وآمال الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال في كلمة له بهذه المناسبة: في مثل هذا اليوم من عام 1426ه بايع أبناء الوطن وبناته الأوفياء قائدهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فواصل أيده الله سعيه المخلص للرقي بالوطن والعمل على توفير مقومات الحياة الكريمة والمنتجة في مختلف مجالات التنمية، وفي مقدمتها (التعليم) الذي يأتي دائمًا في صدارة أولويات الرعاية والاهتمام. إن في المملكة العربية السعودية اليوم أكثر من 500 ألف معلم ومعلمة، يسهمون في إعداد ما يفوق خمسة ملايين طالب وطالبة، وهؤلاء هم ثروة الوطن الأولى التي لا تُقّدر بثمن، والاستثمار فيهم هو الاستثمار الناجح بكل المقاييس، وهذا ما نسعى إليه ليواصل وطننا نهوضه وتقدمه بما ينسجم مع المكانة الإسلامية والحضارية والتاريخية لأرض الحرمين الشريفين قلب العالم الإسلامي.. ذلك أن التعليم الجيد يعني تخريج أجيال مؤهلة فاعلة قادرة على الإسهام في دفع عجلة الإنتاج والتطور، والإنجازات التي تحققت بفضل الله هي نتاج طبيعي لمخرجات التعليم العام، حيث يجري تأسيس المراحل الأولى في الحياة المهنية لصُنّاع الحضارة الوطنية من أطباء ومهندسين ومعلمين وقضاة ورجال أمن وإعلام وأعمال .. وعاملين في كل بيئات العمل الوطني الأخرى. إن التربويين مؤتمنون على تربية وتعليم أجيال المستقبل الذين تقوم على سواعدهم وعقولهم مشروعات النهضة التنموية المقبلة، وليس أمامنا خيارات أخرى أهم وأنبل من العناية بالإنسان، مشيرًا إلى أن التربويين والتربويات معنيون أكثر باستثمار هذه المناسبة الغالية؛ لتعريف أبنائهم وبناتهم بمعنى مبايعة ولي الأمر وكيف تكون البيعة محققة لمعانيها النبيلة، وهي في جوهرها تتطلب أن يقوم كل منّا بدوره ومسؤولياته بكفاءة وحرص وإخلاص، فنكون بذلك القدوة الصالحة لأبنائنا وبناتنا، الذين هم الآن في أشد الحاجة إلى نماذج مشرقة، تذكي فيهم شوق المعرفة والتحصيل، وتنمّي مشاعر التفاؤل والأمل، وتُعضّد الجدية والرغبة في النجاح. إنه في هذا الوقت الذي بدأت تتكشّف فيه معالم عصر جديد تتسارع فيه الإنجازات العلمية؛ فإن هناك جملة من المشروعات التعليمية التي توليها وزارة التربية والتعليم جل عنايتها في المرحلة الحالية، لإيجاد أجيال مبدعه فكريًا وثقافيًا، مسلحة بعلوم العصر النافعة، حيث نتطلع لأن تُسهم هذه المشروعات في تمهيد الطريق لتحقيق حلم خادم الحرمين الشريفين بالتحوّل نحو «مجتمع المعرفة» في ظل ما يعيشه العالم من منعطفات كبرى برزت بقوة ووضوح مع مطلع الألفية الثالثة الحالية «ألفية المعرفة والثورة التقنية». إن جهود خادم الحرمين الشريفين التي شملت كل ما هو وطني لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت أياديه البيضاء إلى العالمين الإسلامي والعربي والعالم كله، بما ينسجم مع مكانة المملكة ودورها الحضاري، بوصفها قلب العالم الإسلامي؛ فاكتسبت بلادنا مكانتها الرائدة بين الأمم اليوم، حتى أصبحت مقصدًا موثوقًا لدعاة السلام والإنسانية؛ نتيجة جهود خادم الحرمين الشريفين ووقوفه ومناصرته للقضايا العادلة حول العالم، من خلال احتضانه المبادرات الهادفة لتعزيز فرص السلام، وتهيئة أرضية خصبة للحوار والتعايش والمساواة بين بني البشر، ونشر نور العلم والمعرفة، ومساعدة المحتاجين، ومساندة الأعمال الإنسانية في العالم.. وقد عبّرت منظمة (اليونسكو) التي ينتمي لها 195 دولة، عن هذا التقدير الدولي للملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال تقليده مؤخرًا أيده الله الميدالية الذهبية، وهي أعلى وسام تمنحه المنظمة، وذلك للتعبير عن احترامها وتقديرها للجهود المباركة التي انطلقت من هذه الأرض الطيبة، أرض الحرمين الشريفين ومنبع الرسالات تجاه حضارة العالم.