تحرص كثير من الجهات المنظمة للمهرجانات الكبرى على إضافة "وصلات إنشادية " ضمن برنامج الحفل كنوع من التنويع الهادف، وبما يضمن إرضاء كافة الأذواق، وباتت هذه "الوصلات" ضيفا مرغوبا فيه لمعظم المهرجانات المقامة بالمجمعات الكبيرة والمولات، وهو ما ساهم في علو المجال الإنشادي . "الرسالة" سألت بعض المنشدين و المنظمين لتلك المهرجانات،و أيضا المتابعين لهذا المجال لمعرفة أرائهم حول هذه الوصلات، وأبرز إيجابياته و مقترحاتهم لتطويره ؟ في البداية، أوضح المنشد رأفت جلال أن العمل الإنشادي في الأساس مكمل في توصيل رسالة الفن الجاد بشكل عام في الارتقاء بالحس والذوق العام، وضرب بذلك مثالا في تركيز الوصلات الإنشادية على تعزيز بر الوالدين والكرم والشهامة، وغيرها من محاسن الأخلاق، وقال:" المطلوب كي يبدع القائمون على هذه الحفلات إعطاء هذه الأناشيد جانبا من المتعة والإثارة وخطف سمع وبصر الضيوف، وكما يسميها البعض بالعامية "الفلة". وبين جلال أن هذه المهرجانات هي في الأساس للترفيه، ومن الأفضل تواجد المنشد فيها، موضحا أن المنشدين الفرديين تغلبوا على الفرق الكبيرة، وكان نجاحهم أكثر تميزا، وأوضح انه في الماضي كانت الفرق تتغلب على المنشدين الفرديين ولكن المعادلة ألان تغيرت. وأشار إلى أن المنشد الذي لديه كليبات مشهورة،وله حضور إعلامي ومعروف في الساحة الإنشادية هو الأفضل والأجدر بأداء تلك الوصلات، ومن الأفضل الإنشاد بأهازيج جديدة،والبعد عن التكرار لان النفس تمل الشيء المكرور. فوائد عديدة وعن فوائد "الوصلات الإنشادية "، قال جلال بأن فوائدها جمة وعظيمة، فهي تزيد من جماهير الإنشاد، وتساهم في نشر هذا المجال الهادف:" والحمد لله في الفترة الماضية،رأينا معظم المهرجانات تبدأ ببعض الأهازيج والأناشيد وتختم كذلك بها وهذا يدل على قوة نفوذ المجال الإنشادي". الوصلة من الوصل أما المدير التنفيذي لمؤسسة صدى القمة المنشد الشاعر أيمن السلوداي، فأوضح أن كلمة وصلة تعود في الأساس للوصل بالتراث، وهي أن نعود للوراء، ونأت بأناشيد قديمة مشهورة لعرضها في هذه المهرجانات، وقال:"يفضل أن يكون استعادة التراث القديم ليس بالضرورة نشيدا بل الأغاني الهادفة التي تغنى بها الأجداد متى كانت ملتزمة وتعزز القيم النبيلة ". وبين السلوداي أن المنشد إن كان مغمورا فإن فوائد مشاركته في هذه الوصلات كبيرة إن قام بإنشاد وصلة معينة فسوف تحقق له شهرة كبيرة أكثر مما سبقوه في هذا المجال، و قد ترتبط شهرته بأدائه لهذه الوصلة، مؤكدا على ضرورة التنويع بالنسبة للفرق، حيث لا تمتلك كثير منها منشدين متميزين، وأشار إلى أن تطوير الوصلات يتطلب البعد عن الأداء الروتيني، وأن تكون الوصلة على عدة مقامات، وليست على مقام واحد، لان المقام الوحيد يجلب الملل بالنسبة للمتابع. التغيير والتجديد من جانبه أوضح الشاب حمد القحطاني، وهو أحد المتابعين والمهتمين بالمجال الإنشادي، أن الهدف من تقديم الأناشيد في مثل هذه الفعاليات التغيير والتجديد في الطرح، مشيرا إلى أن نشر مثل هذا الفن النبيل يتطلب أن تكون المادة المقدمة في مثل هذه الفعاليات مناسبة، وتحترم ذائقة الحضور من كل النواحي، وقال :"بصفتي مهندس صوت أهيب بمنظمي الحفلات اختيار أجود الأجهزة، وأفضل المهندسين لإخراج الأناشيد بطابع متقدم وراقٍ، لأنه في بعض الفعاليات تكون الأناشيد رائعة والمؤدون على أفضل مستوى، لكن الأجهزة تخذلهم في إبراز جمال ما لديهم". وأضاف القحطاني: "لو قارنا الفرق الإنشادية بالمنشد الفردي فإن كلاهما سيان، ففي بعض الأحيان، وجدنا أن الفعاليات تستضيف منشد واحد مثل الشيخ مشاري العفاسي،ووجوده في حد ذاته يضفي قوة على الفعالية،وفي بعض الفعاليات تأتى فرقا بكامل منشديها لإعطاء رونق للحفل .. والمهم في النهاية إمتاع ضيوف الحفل سواء كان ذلك عبر فرقة كاملة أو منشد واحد ". وشدد على ضرورة أن تكون النشيد حول موضوع حتى لا يتشتت الحضور،فمثلا تجد أن الموضوع يتكلم عن الأخلاق،وتجد المنشد ينشد في الاشتياق للأصدقاء أو يتكلم في موضوع لا يمت بصلة للقضية الرئيسية، لذلك وحدة الموضوع في النشيد له دور كبير في نجاحه خلال في الفعاليات.