انتفض الإنشاد النسائي مؤخراً ليعلن عن إقامة مهرجاناته وفعالياته الإنشادية التي تنتظرها العديد من الفتيات المهتمات بالفن الإسلامي، حيث لم يعد الخيار محصوراً على الإنشاد الرجالي فقط، إنما راق لكثير من الفتيات إقامة الفعاليات الإنشادية في قاعات مخصصة للحضور النسائي فقط، من غير التضييق الذي يحصل غالباً في المهرجانات الإنشادية المفتوحة للجنسين. واستبشرت بعض الحاضرات أن تقام مثل هذه المهرجانات الإنشادية بين الفينة والأخرى، كما طالبن الاهتمام بالنشيد النسائي الذي انحصر في حفلات الأفراح فقط، ذلك أن النشيد الإسلامي ذو صلة بأمور الحياة كلها، مؤكدات حاجتهن إلى مواكبة الأحداث والمناسبات في إقامة المهرجانات الإنشادية النسائية ليتأكد الحضور النسائي أكثر. "رسالة حبيبنا .. سعادة حياتنا" كان هو شعار المهرجان الإنشادي الذي أُقيم مؤخراً برعاية من مؤسسة آفاق الخير، وبمشاركة 32 فتاة، توزعن على أربع لجان وهي لجنة النظام، التغذية، المسرح، واللجنة الإعلامية، كما شارك في المهرجان فرقتان إنشاديتان وهما فرقة خديجة الكبرى الإنشادية، وفرقة غصون الجنة، حيث أدين العديد من الوصلات الإنشادية التي تتحدث عن أخلاق وصفات سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، كما قدمت الطفلة فاطمة العطاس أنشودة (عذراً رسول الله)، ذرفت معها عيون الحاضرات، حيث قدمتها بأسلوب روحاني رائع، كما كان لمجموعة خديجة الكبرى تميز رائع في نشيد (ياغائب)، بالإضافة إلى أوبريت (منهج رسالة رسول الله) التي أداه فرقة غصون الجنة. وقد غلبت اللهجة العامية في المهرجان الإنشادي على العربية نظراً لقربها من جيل الشباب الذي كان يمثل أغلب الحضور خصوصاً مرحلتي المتوسطة والثانوية، وكان من أبرز ما يميز المهرجان أن كلمات الأناشيد والمسرحيات كلها من تأليف الفتيات المشاركات، وقد استغرق الإعداد للفقرات قرابة شهر واحد فقط. فكرة المهرجان وجاءت فكرة هذا المهرجان لتعميق أخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام، حيث قرر القائمون عليه إقامة المهرجان الإنشادي بشكل دوري مرتين أو ثلاثا في السنة، بحيث يتطرق في كل فعالية إلى صفتين، وتخلل المهرجان العديد من المشاهد التمثيلية التي تحكي واقعاً تعيشه الفتيات، فجاء مشهد (حسن الظن) الذي طالب الجمهور بإعادته مرة أخرى قبل نهاية المهرجان، وجاء في أداء المشهد أمل العطاس، أسماء بنت شهاب، رينا الحداد، وتلا المشهد نشيد بعنوان (يللا نحسن الظن بالله)، كلمات وألحان المبدعة رينا علوي الحداد. بالإضافة إلى مشهد آخر بعنوان (الكنز المفقود) الذي ركز كثيراً على صفة الرحمة على الغافل والعاصي وأن يرحم الإنسان نفسه من مرض العجب الذي يحبط العمل. واعتبرت إيمان أفندي، المشرفة التنفيذية، أن هذا المهرجان خطوة جديدة في مجال الإنشاد النسائي، فتأليف الكلمات والأداء الإنشادي كله قامت به الفتيات المشاركات في المهرجان وقدمنها بشكل دعوي قوي يدعم مسيرتها لتحمل رسالة سامية إلى الجمهور. وتوقعت إيمان أن هذه البادرة كشفت المواهب الإنشادية النسائية فينبغي الاستفادة من هذه المواهب وتسخيرها في خدمة الإسلام والأهداف النبيلة، وهي بمثابة خطوة مباركة لسلسلة من المبادرات النسائية التي سنشهدها في المستقبل القريب بحول الله. حاجة ملحة وتفاعلاً مع المهرجان كانت العديد من الحاضرات يطالبن بتكثيف المهرجانات الإنشادية النسائية نظراً لقلتها أو لخفائها، حيث تشير سلمى العطاس، إحدى الحاضرات، إلى ضرورة إقامة هذه المهرجانات النسائية بشكل متكرر خصوصاً في المواسم الدينية والإجازات المدرسية؛ لأنها تشغل أوقات الفتيات بالمفيد وتعرفهن بكل جديد. وقالت سلمى: "هذه المهرجانات فرصة للمقابلات والتجمعات بين الصديقات"، متحسرة على افتقار مدينة مكة لهذه الأماكن التي تقام فيها المهرجانات. وتشير هناء عنقاوي، إحدى الحاضرات، أن المهرجانات الإنشادية القادمة سوف تكون أفضل وأجمل، مؤكدة أن الفتيات افتقدن كثيراً مثل هذه الأجواء الروحانية والتربوية عندما طغت الماديات في حياتنا، متمنية أن تكرر مثل هذه الفعاليات بشكل دوري. وأوضحت هناء أن المهرجان جعلنا نعيش ساعات مع ذكرى الحبيب صلوات الله عليه وذكرنا بتقصيرنا في اتباع سنته. فعالية دورية من جهتها أوضحت خيرية النهدي، المشرفة العامة على المهرجان، أن هذا المهرجان الإنشادي هو بداية لسلسلة مهرجانات أخرى بشكل دوري وكلها تدور حول صفات وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، منوهة أن هدف هذه المهرجانات غرس أخلاق المصطفى في نفوس الناشئة حتى تكون متأصلة في حياتهم، يعيشون ويحيون بها، ونكون بذلك أحيينا سنن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وعملنا بها. وتقول لجين الحداد، صاحبة فكرة الشعار، أن هذه الأيام فضيلة وفيها ولد المصطفى عليه الصلاة والسلام فأحببنا أن نذكر بأخلاقيات النبي صلى الله عليه وسلم. وتشير لجين إلى أن كثيرا من الناس يبحث عن السعادة في حياته فأردنا من الشعار أن نوصل فكرة أن من اتبع المصطفى عليه الصلاة والسلام حتما سيجد السعادة في حياته، كما أن رسالته التي جاء بها هي سر سعادتنا في الحياة. تهميش إعلامي عفاف العطاس، المتحدثة باسم الفرقة الكبرى الإنشادية، أكدت أن فرقتهم تسعى لإقامة العديد من المهرجانات الإنشادية من باب إيصال الكلمة الطيبة الهادفة، متمنية من جميع الجمعيات النسائية التعاون معهن في إقامة هذه المهرجانات إضافة إلى أن يكون هناك مقر للفرقة وترعاها جهة رسمية، لكي تتوسع الفرقة في مجالاتها الفنية الأصيلة، وتشير عفاف إلى ان الفرقة قائمة بجهود شخصية وليس هناك أي جهات ترعاها، فقد نشأت الفرقة من المجالس والمحاضرات التي كانت تحضرها بعض المنشدات. وقالت عفاف: الفعاليات الإنشادية النسائية قليلة جداً، ولو وُجهت لنا دعوة مثل مهرجان المحبة في دولة الإمارات أو أي مهرجان هادف لكنا لبينا الدعوة، إلا أن الدور الإعلامي يلغينا تماماً عن الظهور. موضحة أن للفرقة العديد من الفعاليات في حفلات الأفراح والتخرج وحفلات تحفيظ القرآن، إضافة إلى مشاركتنا في مهرجان- المحبة في دولة الإمارات.