هزت انفجارات صباح أمس السبت مدينتي دمشق وحلب التي سقط فيها عدد من القتلى والجرحى، فيما خرج آلاف الأشخاص أمس في حيي كفرسوسة والتضامن الدمشقيين لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة في دمشق، بحسب ما أفاد ناشطون وأظهرت مقاطع بثت مباشرة على شبكة الإنترنت. وفي ادلب (شمال غرب) التي كانت مسرحا في الاسابيع الاخيرة لعمليات عسكرية واسعة النطاق للقوات النظامية قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل مسؤول في حزب العبث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا برصاص «مسلحين مجهولين». وتأتي هذه العمليات قبل يومين على موعد اجراء الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من مايو. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «قتل خمسة اشخاص على الاقل في انفجار استهدف مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير في مدينة حلب اثناء مرور حافلة». وقالت الناشطة نور الحلبية في مدينة حلب في اتصال عبر سكايب مع «فرانس برس» ان اصوات اطلاق رصاص تلت صوت الانفجار فيما عملت قوات الامن على قطع الطرقات». وشهدت مدينة حلب في الاشهر الماضية انفجارات عدة اسفرت عن مقتل وجرح عدد من الاشخاص. وفي دمشق، سمع صوت انفجارين في دمشق صباح امس تبين ان الاول وقع في اطراف العاصمة اثناء مرور حافلة عسكرية وادى الى اصابة ثلاثة جنود بجروح، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي، بحسب المرصد وناشطين. واعتبر ناشطون في دمشق ان هذين الانفجارين «محاولة من النظام لترويع الناس وثنيهم عن المشاركة في تشييع الشهداء التسعة الذين سقطوا في تظاهرات الجمعة. وقتل في سوريا الجمعة 29 شخصا من بينهم تسعة متظاهرين سقطوا برصاص الامن في حيي كفرسوسة والتضامن في العاصمة، بحسب المرصد. وهي الحصيلة الاكبر لقتلى يسقطون في تظاهرات وقمع في العاصمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس من العام الماضي. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض المراقبين الدوليين الى التوجه الى هذين الحيين لحضور تشييع القتلى. واعتبر المجلس ان تظاهرات دمشق «تثبت للنظام ان زعمه بأن دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الاخر في سوريا». وشهدت بساتين حي برزة في دمشق صباح امس اطلاق نار في قبل القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات، ما اسفر عن سقوط جرحى، بحسب المرصد. وتشهد دمشق وحلب، ثاني اكبر المدن السورية، تصاعدا في الحركة الاحتجاجية منذ اشهر. والخميس، قتل اربعة طلاب في جامعة حلب برصاص الامن السوري الذي اقتحم الجامعة عقب تظاهرات ليلية تنادي بإسقاط النظام. وقد علقت جامعة حلب دروسها منذ ذلك الحين «بسبب الاوضاع الحالية». وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم وجود طليعة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا منذ 16 ابريل للتثبت من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 ابريل. وقتل اكثر من 600 شخص منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، بينما تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس 2011 الاحد عشر الفا معظمهم من المدنيين.