يسعى مستثمرون وأصحاب شركات بناء إلى إقناع المسؤولين في الجهات المعنية بفتح باب الترخيص أمام تشييد المنازل الجاهزة في المملكة بعد أن اكتسبت هذه التقنية موصفات فنية عالية الجودة تجعلها تواجه أصعب الظروف الطبيعة كالرياح والزلزال مشيرين إلى أن السوق يحتاج إلى حلول قليلة التكلفة خاصة في عملية البناء التي تمثل نحو 40 % من أزمة السكن في المملكة. وكشف ل»المدينة» سليمان القحطاني مدير إداري في إحدى شركات البناء أن عددًا من شركات البناء بصدد تجهيز ملف متكامل عن الموصفات الفنية للمنازل الجاهزة تمهيدًا لرفعه إلى إدارة الدفاع المدني وأمانة محافظ جدة لإقناع المسؤولين بجودة الموصفات التي اكتسبتها هذه التقنية خلال السنوات الماضية مشيرًا إلى أن الشركات تقف عاجزة أمام طلب المواطنين الراغبين في شراء وتنفيذ المنازل الجاهزة لوجود تعليمات تمنع بناء هذه المنازل. وأوضح القحطاني أن دولاً في المنطقة مثل الإمارات اعتمدت آليات تصريح بناء المنازل الجاهزة بالإضافة إلى بعض الدول الأسيوية مثل تركيا واليابان مؤملاً أن توافق الجهات المختصة في المملكة أيضًا على الترخيص خاصة في ظل أزمة السكن التي تعاني منها في الوقت الراهن. من جانبه بين المهندس يوسف محمود سبيتي أحد المشرفين في شركة بناء أن المنازل الجاهزة موجه بالدرجة الأولي إلى أصحاب الدخل المحدود وتناسب الأسر المتوسطة حيث يبدأ سعر المتر الواحد من 1200 ريال مع الصيانة وضمان مقاومة الحريق والزلازل لمدة 10 سنوات مشيرًا إلى أن التقنيات الحديثة جعلت إمكانية بناء 9 أدوار للمبنى الواحد. وأضاف سبيتي أن بناء المنازل الجاهزة يعرف عالميا «بالنظام النيوزلندي» يتم إنشاؤها كمنازل جاهزة لسكن الأسرة وتأتي على هيئة طابقين بنظام الفلل وقد أدخلت عليه تعديلات كثيرة جلعته يقاوم الرياح والزلازل مشيرًا إلى أن هيكلها الإنشائي يتكون من حديد وتلبيسات حبسية أوأسمنتية يدخل فى تصنيعها الألياف الزجاجية أما جدرانها فتصنع من حديد خاص يستورد من الهند حيث يتميز بمتانة عالية ويقاوم الصدأ لأكثر من 50 عامًا مؤكدًا أن العمر الافتراضي لهذه المنازل يقدر 225 عامًا أما المهندس محمد أحمد باذيب يعمل في شركة بناء بمكة المكرمة أشار إلى أن المنازل الجاهزة تتميز بعدم الحاجة للأعمدة الخراسانية المعروفة وهذا أحد العناصر المساعدة على تقليل تكلفة البناء وأن مدة بنائها لا تتجاوز الثلاثة أشهر موفرة بذلك المال والجهد بالإضافة إلى وجود عازل حراري في ألواح البناء يصل إلى 28 ديسبيل تمثل 40 % نسبة عزل مقارنة بالمنازل العادية.ويواصل باذيب حديثه قائلاً «إن ألواح إنشاء المنازل الجاهزة يمكن تغطيتها بمواد أخرى من الداخل أو الخارج حسب أذواق أصحابها والديكور المناسب لهم فهي لا تقيد أصحابها بألوان وأشكال ثابتة بل يتم التعامل معها أسوة بمواد البناء التقليدية حيث تقبل الدهان والسيراميك والرخام والحجر مشيرًا إلى أن الجدار الواحد يتكون من لوحين اثنين بينهما فراغ يسمح بتمديد أنابيب خدمات المياه والكهرباء.من جانبه أوضح العميد عبدالله الجداوي مدير إدارة الدفاع المدني بجدة أن هناك تعليمات صدرت منذ سنوات تمنع بناء البيوت الجاهزة أوالتصريح لاستخدامها كمبانٍ سكنية أومنشآت صحية أوتعليمية مشيرًا إلى أن التصريح لهذه النوعية من المنشآت تقتصر على المكاتب الإدارية ووحدات سكنية لفترة محدودة في مواقع الإنشاءات والتعمير وأبان الجداوي أنه في حالة التقدم بطلب لبناء منازل جاهزة سننظر في مواصفاتها ومدى مقاومتها للحرائق والرياح وما هي الأضرار الناتجة عند وقوع مثل هذه الحوادث لا قدر الله فضلاً عن مدى ملائمتها للاستخدام السكني طويل المدى على أن يتم الرفع بعدها للجهات المختصة لاعتماد نتيجة الدراسة.وعلقت أمانة محافظة جدة موافقتها ومنح رخص البناء على موافقة إدارة الدفاع المدني حيث أوضح المستشار الإعلامي عبدالعزيز النهاري أن الأمانة لا تمانع على إجازة تشييد البيوت غير الخراسانية أو ما تسمى الجاهزة شريطة حصولها على ترخيص من الدفاع المدني مشيرًا إلى أن هناك ثمة إجراءات بعد ذلك تخص الأمانة لن تكون بعيدة عن الإجراءات الاعتيادية عند التقدم لبناء المنزل الخراساني.وكشفت دراسة في وقت سابق عن ضعف تملك المواطنين للمسكن حيث بينت أن تملك الأرض يمثل ما نسبته 60 % من أزمة السكن الحالية في البلاد مشيرة إلى أن المملكة تحتاج إلى توفير نحو 2.55 مليون وحدة سكنية حتى عام 2020م