نسمع من بعض إخواننا عبارة(رزق الهبل على المجانين)، ولا شك أن هذه العبارة سيعلم خطؤها وفداحة معناها لمن تدبر مدلولها. العبارة المنهي عنها: رزق الهبل على المجانين. مناسبة قولها: تقال هذه العبارة عند تهور أحد الناس في صفقات تجارية أو عند فعل يُستخف به. حكمها: منهي عنها ولا تجوز و ينبغي أن لا تقال. سبب النهي:لأن مدلول هذه العبارة جَعلُ الرزق بيد المجانين -عياذا بالله- ، فالرزق إنما هو بيد الله الرزاق ذي القوة المتين و ليس بيد العقلاء ولا المجانين قال تعالى(إنَّ اْللهَ هُوَ الرَّزَّاقٌ ذُو القُوَّةِ المَتيِنُ). وقال تعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين). وقال تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور). وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لوأنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. والواجب: التوقف عن هذه العبارة. ولعله من المفيد أن نذكر بأنه مما يبارك ويزيد في الرزق كثرة الاستغفار، وصلة الرحم والصدقة. قال تعالى:(فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين و يجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) وقال صلى الله عليه وسلم: من سرَّه أن يُبسَط له في رزقه، وأن يُنسَأ له في أثَره فليصل رحمه). وقال صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقةٌ من مال)، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.