إن التعليم بصفة عامة والجامعي بصفه خاصة لا يُؤثران فقط على الكيان الاقتصادي للدولة بل يلعبان دورًا إيجابيًا في بناء السلوك الديموجرافي للفرد، فالحاصلون على الشهادات الجامعية يتمتعون بمكانة مهنية مرموقة وعوائد مادية أفضل من الذين يفتقرون إليها، كما أن التعليم لا يساهم في الارتقاء بمستوى الفرد فحسب بل يفتح آفاقًا أوسع أمام مطالب سوق العمل لمواكبة تحديات العصر ويؤدي إلى الحفاظ على الصحة العامة وارتفاع المتوسط العمري من خلال تعميق الثقافة الصحية بين الأفراد. إن قيام خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لبناء (16) مدينة جامعية تضم (167) كلية للبنين و(161) كلية للبنات وعدد (12) مستشفى جامعي تخصصي بتكلفة إجمالية تصل إلى (81.5) مليار ريال وبطاقة استيعابية تصل إلى مليون طالب وطالبة لهو الدليل الأكبر على الدعم الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لقطاع التعليم بالتوسع الأفقي في إنشاء الكليات والمدن الجامعية وفتح باب الابتعاث الخارجي والداخلي وتخصيص الميزانيات اللازمة لهما. وزارة التعليم العالي ممثلة في معالي الوزير والجهاز الإداري المنوط بها باتت تترك بصمات مضيئة على نظام التعليم العالي بالمملكة مبرهنة بذلك أنها تنتهج منظومة تتسم بالأداء الوطني المخلص. ولكي تكتمل هذه الخطط الواعية والتي تمضي بخطى قوية نحو مستقبل واعد ولكي نجني ثمارها هناك ضرورة ملحة لإعادة دراسة المخرجات التعليمية لتناسب احتياجات سوق العمل والتركيز على تخريج كوادر فنية تساهم في دفع العجلة الاقتصادية للوطن في قطاعات التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات وتحلية المياه والتكنولوجيا الحديثة، ليس ذلك فحسب، فقد آن الأوان أن يتم الاستفادة من الجامعات والكليات العريقة في العالم مثل "هارفرد" و"ستنافرد " و"بريكلي" و"كمبردج" وغيرها لتشغيل بعض من كلياتنا لتخريج شباب قادر على المنافسة العالمية، وقد ذكرتُ في أحد مقالاتي السابقة أن أكبر عشرة وظائف مطلوبة اليوم لم تكن موجودة منذ عشرة سنوات. همسة: يقول المثل الصيني: "إن أردت أن تجني الثمار بعد عام فازرع الأشجار، وإن أردت أن تجني الثمار بعد عشرة أعوام فانثر البذور، وإن أردت أن تجني الثمار بعد مائة عام فعلّم الناس". [email protected]