** ابني يبلغ من العمر 15 سنة، ونعاني منه في المنزل بسبب عصبيته غير المبررة وتوتره، ولا يصغي لي ولا لوالدته حتى انه بات لا يخشى اي عقوبة نفرضها عليه. فما هو الحل في رأيكم؟ احمد السلطان - مكةالمكرمة * تجيب عن السؤال المستشارة التربوية سهى نقيطي فتقول: الأسرة كلمة شاملة تحيط بها الكثير من المواقف الاجتماعية والعائلية المعقّدة أحياناً، لكن إذا تداركناها مسبقاً وعرفنا كيف نتصرف عند كل موقف أو مشكلة تواجهنا، سنشعر أن الأمور سهلة وبسيطة. ولا يخلو منزل من مراهق قد يسبّب سلوكه بعض الإرباكات والإزعاجات وتؤدي أحياناً إلى خلاف وشقاق بين الزوجين، فالمراهقة هي مرحلة صعبة من المهم أن يستعد لها الأهل لتجنّب تعرض ولدهم إلى المشكلات وثورات الغضب التي تنتاب المراهق من فترة لأخرى، لكن علينا أولاً أن نتعرف على أسباب نوبات الغضب تلك وسرّ منشئها، ومن أهم الأسباب التي توقظ غضب المراهق هي تعرّضه للنقد الدائم والتجريح وخاصة إذا كان هذا النقد أمام زملائه أو إخوته أو أحد أقاربه، فالمراهق يشعر أنه يفهم بشتى الأمور ويعي الكثير من الأشياء، لذلك فإن أي انتقاد يوجه إليه أو أي اختلاف في الرأي يجعله يغضب ويثور. إن النظرة السلبية التي يأخذها المراهق أحياناً عن نفسه، وخاصة عندما يكون شكله بصدد التغيّر فتظهر الحبوب والبثور في وجهه ويتغيّر صوته، هي عامل أساسي تجعله يشعر بالإحراج ويتحوّل إلى شخص انطوائي وعدائي. إن عدم الإصغاء لما يقوله المراهق، وعدم احترام آرائه ومعاملته كولد صغير هو سبب آخر لإثارة غضبه وحنقه، وتشديد الرقابة عليه، والتدخّل في كل شاردة وواردة من أموره وخاصة التدخل في أصدقائه هو عامل مسبّب لقلق المراهق من تصرف أهله وازدياد توتره. ومهمة الوالدين ليست بالسهلة وعليهما مراعاة كثير من الأمور عند وجود مراهق أو مراهقة في المنزل، منها أن تكون علاقة الوالدين ببعضهما مثالاً للحب والاحترام والإخلاص، وأن يتم التحدث معه دائماً حول الأسس التربوية الصحيحة والتصرفات اللائقة والواجبة في مجتمعنا بطريقة منطقية لكي يفهمها المراهق من دون التباس أو رفض، إضافة إلى جعله يميّز الصّح من الخطأ من خلال النقاشات الضرورية التي يجب أن تجري داخل الأسرة.