ذكر المجد في (المنتقي): أن رسولنا ( صلى الله عليه وسلم )، لما أراد أن ينحر الإبل في منى تسابقت إليه؛ أيتها ينحر أولاً فمن أخبر البعير، أن صاحب الحربة هو البشير النذير، والسراج المنير ؟! ما خرت الأبل وهو ينحر، وما استقرت، بل دنت وأقبلت؛ لأن التولي يوم الزحف حرام. ويقبح من سواك الفعل عندي وتفعله فيحسن منك ذاكا على عمد من التوفيق قدمًا أحبك من أحبك فاصطفاكا  خطب صاحب المنهج العظيم رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، في جنوده في بدر، فأخبرهم أن بينهم وبين الجنة القتل فمن يقتل يدخل، ومن يذبح يفلح. فقام عمير بن الحمام، ورمى بالتمرات، ولسان الحال يقول: خذوا تمركم، فالغداء هناك، وإجابة الدعوة واجبة، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم)، وكيف يجيب الأمر من ألهاه التمر؟ لله درك والردى متكالب والمشرفة تستحق الأبطالا ووقفت تخطب والرؤوس تطايرت أسقيت العز حتى سالا  حضر محمد بن حميد الطوسي القتال مع الروم، فوقف يقطع رؤوسهم من الفجر إلى الظهر، وما أحسن الذبح على الطريقة الإسلامية. فر أصحابه فخجل أن يفر، لأن صاحب الشريعة لا يفر، فتكسر سيفه، ومال رأسه، فكفنه أبو تمام بقصيدته الخالدة: لقد مات بين الضرب والطعن ميتة تقوم مقام النصر إن فاته النصر تردى ثياب الموت حمرًا فما أتى لها الليل إلا وهي من سندس خضر ثوى طاهر الأردان لم تبق بقعة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر  وقف القائد ( صلى الله عليه وسلم )، أمام الكتيبة، فسل السيف وقال: (من يأخذ هذا السيف مني ؟) فكلهم رفع يده، وظنوا السيف جائزة، فقال: (من يأخذه بحقه؟) فعلموا أن في المسألة سرًا فتوقفوا، وألح أبو دجانة في الطلب، وسأل القائد: ما حق السيف ؟ قال: ( أن تضرب به في الأعداء حتى ينحني) فأخذ أبو دجانة يعدل به رؤوس الضلال، مرة في اليمين، ومرة في الشمال، ينشب السيف في الجماجم فيهزه هزا؛ لأن في الجمجمة مسامير اللات والعزى. أخرج عصابته الحمراء من الجلباب، فصاح الناس: خطر ممنوع الاقتراب. ومن تكن الأسد الضواري جدوده يكن زاده رفدًا ومطعمه غصبا فحب الجبان العيش أورده البقا وحب الشجاع الموت أورده الحربا