شهدت السنوات الأخيرة تزايد الوعي بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في ممارسة حياة كريمة وسهلة لا تختلف عن حياة الآخرين، وحرصت الجامعات ومؤسسات التعليم العالي على افتتاح أقسام علمية متخصصة في مجال إعداد كوادر تربوية مؤهلة في علوم التربية الخاصة تستطيع بمنهجية علمية وأسس فنية التعامل مع هذه الفئة ومساعدتها على التكيف مع واقعها بل والاندماج في الحياة اليومية بكل يسر وسهولة، وانعكس ذلك على مؤسسات التعليم عامة والتعليم العالي بخاصة. وقد وضح ذلك جليًّا في الاجتماع السابع للجنة متابعة شؤون الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي، الذي استضافته مؤخرًا جامعة الملك عبدالعزيز وحضره عدد كبير من المسؤولين في عمادات شؤون الطلاب وعمادات القبول والتسجيل في الجامعات السعودية، مؤكدين الدعم المقدم لهذه الفئة الغالية للحصول على أعلى الدرجات العلمية في مختلف التخصصات. وسررت لأن اللجنة أكدت ما أقرته في اجتماعها الأول بالرياض 26/05/2007م أن التعليم الجامعي للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة «حق من حقوقهم الأساسية وليس تفضلًا من أحد، وقبولهم في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ليس شفقة أو تعاطفًا بل يعتبر حقا مشروعًا أسوة بزملائهم العاديين». كما أوصت اللجنة في اجتماع سابق لها بإنشاء قطاع إداري (مركز أو وحدة أو دائرة أو جهاز) تنفيذي مستقل للخدمات المساندة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي لدعم ومساندة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وإيمانًا بما جاء في توصية اللجنة الموقرة فقد قامت جامعة الملك عبدالعزيز بإنشاء مركز متخصص لخدمة طلابها وطالباتها ذوي الاحتياجات الخاصة بعمادة شؤون الطلاب تحت مسمى مركز ذوي الاحتياجات الخاصة ويقوم المركز بتقديم الرعاية والتسهيلات لما يزيد عن 300 طالب وطالبة في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا حيث تبدأ خدمات المركز عند قبول الطالب أو الطالبة بالتعاون مع عمادة القبول والتسجيل بتحديد نوع الإعاقة سمعية، بصرية، حركية، ومن ثم تعيين المساعدة التي يحتاجها خلال مسيرته التعليمية، كذلك تهيئ له وسيلة النقل المناسبة من وإلى السكن الجامعي، وتقوم وكالة الجامعة للمشاريع بتهيئة مواقف وأرصفة خاصة لذوي الاحتياجات، ولا تنتهي هذه الرعاية إلا بتخرجه عضوًا فاعلًا في المجتمع. يسعى المركز إلى التأهيل والدمج بحيث يتمكن الطلاب والطالبات ذوو الاحتياجات الخاصة من إكمال مسيرتهم التعليمية بكل سهولة ويسر دون عوائق. كما أن الجامعة تحرص على ألا تقتصر خدماتها داخل أسوارها بل تسعى إلى تقديم خدماتها لهذه الفئة خارج الجامعة بالتعاون مع العديد من الجهات. وقد ناقش المختصون اللوائح الخاصة بهذا الشأن ودعوا إلى تطويرها، ولعل من الجدير ذكره أن الاجتماع أوصى بزيادة التخصصات العلمية التي تتاح لهذه الفئة الغالية من أبنائنا للالتحاق بها وتفعيل مشاركات جامعات المجلس في الاتفاقيات الدولية، وسبل توظيف التعليم الالكتروني لخدمة هؤلاء الأبناء. وقد طرحت جامعة المؤسس مشروعًا لتأسيس مركز للأطراف الصناعية مشتركًا بين كلية الهندسة وكلية العلوم الطبية التطبيقية. وكان مما يثلج الصدر أن الطلاب من ذوي الاحتياج هم من ساهم في تقديم حفل الافتتاح وقراءة القرآن الكريم وتقديم قصيدة شعرية بهذه المناسبة، وساهموا في تنظيم المعرض المصاحب وقدمت بناتنا أعمالًا فنية رائعة، لذا يحلو لنا تسميتهم ذوي القدرات الخاصة وليس ذوي الاحتياجات الخاصة.