.. وعندما زار النّاس "حديقة الحيوان" ذات يوم، وجدوا الحيوانات وقد تصرّفت تَصَرّفًا غريبًا لم يسبق له مثيل، وكأنّها كانت طوال السنوات الماضية تراقبهم وتتفرّج عليهم، بينما هم يظنون العكس، فقد تفاجأوا بأنّ كل حيوانٍ في الحديقة علّق لوحة على واجهة قفصه؛ وسنستعرِض بعض ما كان مكتوبًا من رسائل على تلك اللوحات/ اللاّفِتات: - أمام قفص القرود كانت معلّقة هذه اللافتة: (يغطّي الشعر أجسامنا ما عدا سوءتنا الظاهرة، لكننا أفضل بكثير من تلك الكائنات العاقلة التي نجحت في ستْر أجسامها وفشلت في ستر عورة عقولها وأخلاقها)! - أمام قفص الكلاب: (عجبًا لهم؛ "خَوَنَةٌ" صنعوا من "وفائنا" شتيمة)! - أمام قفص الثعالب: (بدجاجةٍ واحدةٍ اهتزّت ثقتهم بنا، وصرنا في نظرهم مجرّد لُصُوصٍ لا أمانَ لنا، أولئك الذين يسرقون الدجاجة والحقل والوطن، ويُحيّي بعضهم بعضًا كل صباح)! - أمام قفص الأسد: (تبًّا لهم، فقد أساؤوا بنشرات أخبارهم إلى اسمي بما فيه الكفاية)! - أمام قفص القنافذ: (شَائِكُون، ولكن شوكنا أرحم)! - أمام قفص الفئران: (لا ذنب لنا بنجاستنا، فالله خلقنا كذلك وقدّر لنا ذلك، لم يكن لنا من الأمر شيء، بينما غيرنا "نجاستهم" كانت ب"اختيارهم"، لهم كل الأمر، وعليهم كل الذنب)! - أمام قفص الثعابين: (رغم سُمّيتنا، إلا أنّنا لم نستخدمها يومًا مع بني جنسنا)! - أمام قفص الأبقار: (أسود وأبيض ولم نَضِق بأنفسنا أو نتعنصر أو نتعارك ذات يوم، عجبًا لهُم! لهم كلّ الألوان ولم تسَعُهُم)! - أمام قفص البلابل: (نحنُ أحَقّ منهم ب تويتر)! - أمام قفص الحمير: (وحدنا مَن يعرف الفرق بين "الأغبى والأبغى)! - أمام قفص النوارس (أغلَب شعرائهم لم يرونا، ولو رأونا خارج هذا القفص لأكلونا بعد اصطيادنا وشَيّنَا على الأسياخ.. ورغم ذلك يقحموننا في قصائدهم إلى حبيباتهم)! - أمام قفص ال سلحفاة: ................. (سَلْ حُفَاة)! ... وعندما همّ الزائرون بالمغادرة وجدوا على -البوّابة الرئيسة-: (.. وَإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا). صدق الله العظيم. الآية "44" - سورة الإسراء.