تواصلت أعمال العنف الدامية في سوريا أمس الثلاثاء، رغم وجود فريق المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار الهش، والذي وصف رئيسه مهمته بأنها «صعبة». واكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثان أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا الذي انعقد أمس بالدوحة لم يلمس اي «تغيير جوهري» في تعاطي دمشق مع الازمة، فيما دعت اللجنة المعارضة السورية إلى اجتماع تحت سقف الجامعة العربية قبل نهاية هذا الشهر. من جهة اخرى، نفت قطر رسميا أن تكون قد سلحت المعارضة السورية، الا انها جددت التأكيد بانه يجب مساعدة الشعب السوري على «الدفاع عن نفسه» في حال بقي وضع العنف على ما هو عليه. إلى ذلك، افاد دبلوماسيون أمس أن مراقبي الاممالمتحدة لم ينالوا حتى الان موافقة الحكومة السورية على «بروتوكول» يحدد التفاصيل العملية لمهمتهم، الامر الذي يهدد بتعطيل هذه العملية. من جهته، افاد مصدر حكومي الثلاثاء أن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه دعا العديد من وزراء الخارجية إلى اجتماع في باريس الخميس بهدف «ابقاء الضغط» على الرئيس السوري بشار الاسد. واضاف المصدر أن وزارة الخارجية لم تؤكد انعقاد هذا الاجتماع حتى الآن، علما بانها دعت عشرة وزراء خارجية سيكونون في اوروبا في هذا الموعد، بعضهم سيحضر إلى بروكسل للمشاركة الاربعاء والخميس في اجتماعات لوزراء الخارجية والدفاع في حلف شمال الاطلسي. وتابع المصدر أن «الهدف هو ابقاء الضغط» على النظام السوري. وقبل ذلك، دعت من باريس خمسون دولة ومنظمة اعضاء في مجموعة مكلفة متابعة العقوبات على دمشق، اوساط الاعمال إلى قطع علاقاتها مع نظام بشار الاسد ونددت ببيع الاسلحة لسوريا في اشارة ضمنية إلى روسيا. إلى ذلك، قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون أمس ان بعثة المنظمة الدولية المكلفة بمراقبة وقف اطلاق النار في سوريا قد تحتاج إلى جلب طائرات خاصة بها ونشر المزيد من القوات لضمان تثبيت الهدنة في انحاء البلاد. وينتظر أن يرتفع عدد المراقبين الستة الذين وصلوا الاحد إلى نحو ثلاثين خلال ايام، كما سيتم تعزيز هذه القوة لتصل إلى نحو 250 مراقبا، الا انه للمضي قدما في هذه الخطوة لا بد من قرار جديد من مجلس الأمن. وتابع الامين العام للامم المتحدة أن «مجلس الأمن طلب مني تقديم اقتراح رسمي بشأن بعثة مراقبة للامم المتحدة (...) وسأفعل ذلك بحلول الاربعاء». واقر بان كي مون بان الوضع على الارض في سوريا «لا يزال هشا».