شهدت محاضرة الدكتور سلمان بن فهد العودة التي أقيمت بنادي القصيم الأدبي قبل يومين جمهورًا غفيرًا غصت به الصالة الرئيسية بالنادي وساحته الخارجية. وتناول العودة مسيرته مع الشعر والشعراء، منتهجًا فيها نهجًا مغايرًا لما كان عليه في أطروحاته وتحفظاته، فأطلق العنان لمخزون الذاكرة قاصرًا الحديث على شعراء الشام وذلك تمشيًا مع الأوضاع الراهنة هناك، معرجًا على بعض الآلام والآمال التي هي في رحم تلك المعاناة، ومستشهدًا ببعض القصائد الباعثة للأمل. ثم تحدث عن تجربته الشعرية الثرية، موضحًا اهتمامه بالشعر منذ نعومة أظفاره، ومشيرًا ألى أن أول أبيات شعرية كتبها كانت موزونه مقفاة بغض النظر عن جودتها على حد تعبيره وكانت في الصف الرابع ابتدائي، وموضحًا أن المخزون اللغوي والشعري كان نتاج عمله في إحدى المكتبات العامة في بريدة في وقت مبكر من عمره مما أكسبه الاطلاع على كثير من الكتب وحفظ العديد من القصائد المطولة في شتى الفنون، ولم يغفل دور المعهد العلمي في صقل موهبته الشعرية والأدبية. وألقى الدكتور العودة في نهاية المحاضرة وشقها الثاني العديد من القصائد الخاصة له المتضمنة بعض مواقفه الحياتية والاجتماعية، حيث بدأ بقصيدة له تحكي حال الأمة متضمنة البيت الشهير: زمزم فينا ولكن أين من يقنع الدنيا بجدوى زمزم مرورًا ببعض القصائد ذات المواقف الخاصة كقصيدة ابنه عبدالرحمن الذي توفي وهو يقبع في سجن الحاير ولم يتمكن من الصلاة عليه، وقصيدة في والدته، وخاتمًا بقصيدة رمزية. بعد ذلك أجاب على أسئلة الحضور التي لم تخل من بعض الإثارة.وقد تولى تقديم المحاضرة عضو مجلس إدارة النادي محمد الضالع بمقطوعة أدبية ألمح فيها الى تجريد المحاضر من جميع ألقابه باعتبارها جلسة شعرية شاعرية. وشهدت المحاضرة مداخلة نسائية حملت العتب على المحاضر بإغفاله جهود الأديب السوداني عبدالله الطيب والذي يعتبر قريبًا من الشيخ.وفي تعليقه على قلة جمهور الأمسيات الشعرية، وافق الدكتور العودة على وصف الشعراء العرب بالتعالي والغموض والتقعر. وقد أسهب العودة كثيرًا في مكانة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله وعلاقته الحميمية معه في أخر حياته.